طفرة في التداول: بنوك أوروبا تحقق أرقامًا لم تشهدها منذ 10 سنوات
شهدت وحدات التداول في كبرى بنوك الاستثمار الأوروبية قفزة هائلة في إيرادات الربع الأول من العام الحالي، مسجلة أعلى مستوى لها منذ عشر سنوات على الأقل. هذا الأداء القوي جاء مدفوعًا بنشاط محموم في الأسواق المالية، يُعزى بشكل كبير إلى التقلبات التي أثارتها السياسات التجارية للرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترمب. وقد عكست هذه النتائج شعورًا بالارتياح بين المراقبين في السوق الذين تابعوا عن كثب أداء البنوك.
أداء قياسي لخمسة بنوك أوروبية كبرى
كشفت البنوك الأوروبية الخمسة الكبرى – يو بي إس، وبي إن بي باريبا، وسوسيتيه جنرال، وباركليز، ودويتشه بنك – عن إجمالي إيرادات مذهلة بلغت حوالي 13 مليار يورو من تداول الأسهم والدخل الثابت خلال الفترة من يناير إلى مارس. ووفقًا لحسابات صحيفة فايننشال تايمز، يمثل هذا الرقم أقوى أداء ربع سنوي لهذه البنوك منذ عام 2015، وهو ما يوازي صعودًا مماثلًا شهدته البنوك الأمريكية في نفس الفترة.
توقعات بمزيد من النمو في الأرباح
لا يقتصر الأمر على الإيرادات القوية فحسب، بل تشير التوقعات إلى إمكانية تحقيق المزيد من الأرباح خلال الأشهر المقبلة. وكانت البنوك نفسها قد أشارت في نهاية العام الماضي إلى توقعات بتحقيق طفرة في أرباحها، مدفوعة بهوامش الإقراض المرتفعة والإيرادات المتزايدة من الاستثمار المصرفي.
جدول يوضح إيرادات البنوك (مليار يورو):
زيادة الثقة وخطط للتوسع
أكدت وكالة ستاندرد آند بورز على أن بعض البنوك الأوروبية أصبحت أكثر ثقة في وضعها المالي بعد هذا التحسن الملحوظ، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى عودة الاستقرار الإيجابي لأسعار السوق. وأوضحت الوكالة أن هذه البنوك لديها الآن توجه نحو توسيع نطاق أعمالها، سواء من خلال تنويع المنتجات التي تقدمها أو عن طريق التوسع في حجم العمليات من خلال الشراكات واستكشاف فرص نمو جديدة وغير تقليدية بدأت تظهر مرة أخرى على قائمة أولوياتها.
يبقى السؤال معلقًا حول ما إذا كانت البنوك الأوروبية ستتمكن من الحفاظ على هذا الزخم القوي. ومع ذلك، تشير المعطيات الحالية إلى أن هذا العام يحمل في طياته فرصًا كبيرة لهذه البنوك بفضل التحولات الكبيرة التي يشهدها السوق العالمي.
