دبي: «الخليج»
واصل المؤتمر الدولي السنوي للمنظمة العالمية للمناطق الحرة، فعاليات دورته الـ11 في مركز هاينان الدولي للمؤتمرات والمعارض بمقاطعة هاينان الصينية، حيث ركز جدول أعمال اليوم الثاني على دور الرقمنة والاستدامة في مستقبل المناطق الحرة وآليات تطوير دور هذه المناطق باعتبارها بوابات تجارية استراتيجية.
وشهد اليوم الثاني سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشية وورش العمل التي تطرّقت إلى مجموعة من المواضيع الاستراتيجية والمحورية لمستقبل المناطق الحرة والاقتصادية حول العالم، أبرزها رقمنة الممرات التجارية، وتأثير الحد الأدنى العالمي للضريبة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ودور التحول الرقمي والبنية الأساسية متعددة الوسائط والخدمات اللوجستية المستدامة في تمكين المناطق الحرة من البقاء قادرة على المنافسة في اقتصاد عالمي متغير ومتجزأ.
وحظي موضوع الاستدامة بمساحة كبيرة ضمن جدول الأعمال، حيث ركزت النقاشات حول تحقيق صافي انبعاثات صفري من خلال الطاقة المتجددة، ونماذج الاقتصاد الدائري، وأطر التمويل الأخضر، حيث أكد المشاركون أن إزالة الكربون ليست مجرد ضرورة مناخية؛ بل ميزة تنافسية للجيل القادم من المناطق الحرة.
وشهدت الجلسات الموازية اجتماع المناطق الاقتصادية الخاصة لدول البريكس، الذي سلط الضوء على التعاون بين بلدان الجنوب والتكامل القائم على الابتكار فيما بينها، إضافة إلى جلسات برنامج القيادة التنفيذية الذي استعرض تطور المناطق الذكية والخضراء المجهزة تكنولوجياً. كما تطرقت نقاشات أمس إلى كيفية تنويع الأنشطة الاقتصادية للمناطق الحرة، وتشجيع الاستثمارات السياحية، وتطوير أطر عمل جديدة لقياس الأثر الاجتماعي والاقتصادي بما يتجاوز المؤشرات التقليدية.
مركز بحثي
ومن أبرز فعاليات اليوم الثاني، افتتاح المنظمة العالمية للمناطق الحرة ومعهد الصين للإصلاح والتنمية للمعهد الدولي لأبحاث المناطق الحرة، وهو مركز بحثي دولي يُعنى بتعزيز البحث العلمي، والحوارات المتخصصة، وبناء القدرات في قطاع المناطق الحرة حول العالم.
وسيعمل المعهد كمؤسسة مستقلة ومحايدة وغير ربحية على المستوى الدولي، ويوفر منصة متخصصة تُعنى بالبحث العلمي والاستشارات والتعليم والتعاون الدولي وفق رؤية طموحة تتمثل في أن يصبح أبرز مركز فكري في مجالات التجارة الحرة والتكامل الاقتصادي على مستوى العالم.
وستشمل أنشطة المعهد إجراء البحوث والدراسات حول أبرز القضايا الماثلة أمام المناطق الحرة، وتقديم التوصيات المتعلقة بالسياسات، وتنظيم الحوارات المتخصصة واللقاءات الدولية، إلى جانب إصدار التقارير الدورية عن واقع القطاع وآفاق تطوره، وتقديم برامج تدريبية واستشارية موجهة للحكومات والهيئات المسؤولة عن المناطق الحرة.
خطوة محورية
وأكد الدكتور محمد الزرعوني، رئيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة أن افتتاح المعهد خطوة محورية في مسيرة تطور المناطق الحرة على مستوى العالم، مشيراً إلى أنه سيوفر منصة عالمية المستوى للبحث والابتكار كفيلة بتمكين المناطق الحرة من قيادة مسارات النمو المستدام وتعزيز الازدهار الشامل في مختلف اقتصادات العالم، كما سيسهم بشكل مباشر في دعم رسالة المنظمة العالمية للمناطق الحرة الرامية إلى تطوير المعرفة، وتعزيز التعاون الدولي، وترسيخ أفضل الممارسات في القطاع.
تعاون رقمي
وشهد اليوم الثاني من المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين 6 مناطق حرة من 6 دول مختلفة مع خمس مناطق اقتصادية وتقنية في مقاطعة هاينان، بهدف تعزيز التعاون في مجال تدفق البيانات العابر للحدود، وترسيخ مكانة الأطراف الموقِّعة كمراكز رئيسية في الاقتصاد الرقمي العالمي. وضمّت الجهات الموقعة من جانب المناطق الحرة كلاً من سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة «دييز» من دولة الإمارات، ومنطقة (PIROT Freezone) من صربيا، ومنطقة (Tatu) الحرة في كينيا، ومنطقة لواندا الاقتصادية الخاصة في أنغولا، ومنطقة سانتا فيستا (Santa Fiesta) الحرة في الأرجنتين، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة (GAFI) في مصر.
0 تعليق