من يسافر بالطائرة يكون على دراية بالقواعد واللوائح الأساسية للسفر الجوي، كالوصول إلى المطار قبل ساعتين على الأقل من موعد الرحلة، وعدم حمل سوائل على متن الطائرة تزيد على حجم معين، والتأكد ألا يزيد وزن الحقيبة عن 22 كجم، وغير ذلك مما هو معلوم للجميع.
هناك بعض السياسات التي لا يعلم بها إلا المسافرون الدائمون والمطلعون على صناعة الطيران، فبعض شركات الطيران، والمطارات، تفرض قيوداً صارمة على المسافرين وما يحملونه معهم من أمتعة، بل وما يرتدونه أيضاً، وتكاد تكون بعض القوانين والشروط شديدة الغرابة لدرجة تثير الضحك. نذكر القليل منها، وربما لم تسمع بها من قبل:
أصبحت لحظات الوداع بين المسافر وعائلته في مطار دنيدن الدولي بنيوزيلندا محددة بوقت لا يسمح بتجاوزه، فقد قرر المسؤولون هناك تحديد مدة الوداع والعناق ب3 دقائق، في إطار جهودهم، لتحسين السلامة وضمان انسيابية حركة المرور في منطقة إنزال الركاب، التي توجد فيها لافتة تحذيرية تقول: «أقصى مدة للعناق 3 دقائق، ولوداع أكثر حرارة، يُرجى استخدام موقف السيارات».
وقال مسؤولو المطار إن رسائل التحذير في مناطق إنزال الركاب في المطار، يمكن أن تكون «شديدة للغاية»، وتتضمن تهديدات بإغلاق العجلات أو فرض غرامات، وهو أمر يتمنون من المسافرين تجنبه.
مقعدان للشخص البدين
كثير من شركات الطيران لها عقود نقل بأحكام مماثلة، تسمح للشركة بمنع صعود الشخص ذي الوزن الزائد على متن الرحلة، والذي تتضح زيادة وزنه في عدم تمكنه من تثبيت حزام الأمان بشكل كامل، أو لا يستطيع إنزال مساند الذراعين الموجودة بين المقاعد. وهناك قواعد تنص على أن المسافر إن كان حجمه أكبر ببوصتين من مقعده، فلن يتمكن من ركوب الطائرة، على الرغم من أن العديد من شركات الطيران لديها موسعات حزام الأمان.
وتم وضع هذا القانون، بعد أن اشتكى بعض الركاب من عدم الجلوس المريح، بسبب الوزن الزائد للجالسين بجانبهم، ما اضطرت بعض شركات الطيران أن تنبه عملاءها من هذه الفئة بشراء تذكرتين لمقعدين متجاورين.
وذهبت إحدى الشركات إلى أبعد من ذلك، ووضعت شرطاً بألا تنقل مسافراً أجرى استئصال اللوزتين، إلا بعد مرور 3 أسابيع. كيف يعلمون بذلك؟!
محظورات داخل الطائرة
حتى وقت قريب ربما يكون الأمر قد تغير الآن تحظر سياسات الجمارك والهجرة في بعض البلدان الغربية دخول المنتجات المصنوعة من جلد الماعز، الذي لا يزال يحتفظ بالشعر، كالطبول وحقائب اليد والسجاد.
ويحظر بعض المطارات تجاوز المسافر منطقة أمن المطار، إن كان داخل حذائه «النعل الهلامي»، تلك المادة الهلامية التي تُساعد على تخفيف آلام الظهر والقدم، ويحظر بعض شركات الطيران أنواعاً من الملابس على متن رحلاتها.
ورغم الصورة الذهنية عن تشدد شركات الطيران، فإن بعضها يسمح على متن رحلاتها بما قد نتصور أنه محظور، فعلى سبيل المثال من المسموح للشخص إن كان عالم أحياء أو من هواة جمع الحشرات أن يدخل الطائرة ومعه مجموعة أو عينات من الفراشات والعناكب وغيرها من الكائنات الحية الصغيرة، ومن المسموح به أحياناً اصطحاب الحبار الحي.
المقعد 1A له قواعد
في العادة يكون قرار رفع أو إنزال ستائر نافذة الطائرة أثناء الرحلة بيد الشخص الجالس بجانبها، ولكن إذا حالفك الحظ وجلست في المقعد A1، فليس لك الخيار في طائرات بعض الشركات، فبعض الطائرات الصغيرة لا تحتوي على فتحات النوافذ الموجودة عادةً في أبواب الصعود في الطائرات الكبيرة، لذلك فإن لوائح تلك الشركات تشترط على الراكب الجالس في المقعد 1A إبقاء ستارة النافذة مفتوحة، ما يسمح لطاقم الطائرة بالرؤية من النافذة عند الحاجة.
وهذا المقعد المثير للجدل هو المقعد الأول في الصف الأول من الطائرة، وغالباً يكون في الدرجة الأولى، ويُعتبر المقعد الأكثر طلباً على متن الطائرة، وفي العادة يكثر الطلب عليه حتى أن بعض الركاب، وخاصة برفقة أطفال، يطلبون من الجالسين فيه استبداله بمقعدهم ربما لموقعه المميز.
مرونة وحزم
إن كنت مسافراً على متن الخطوط الجوية الكورية، فكن على حذر في تصرفاتك، بل وكن مسافراً هادئاً، فإن موظفي الشركة يُسمح لهم باستخدام مسدسات الصعق الكهربائي، لمن تخرج تصرفاته خارج نطاق السيطرة، فقد تم السماح لأفراد طاقم الخطوط الجوية الكورية (كوريان إير)، عام 2016، باستخدام الصواعق الكهربائية ضد الركاب المشاغبين، استجابةً لحادثة عنف على متن طائرتها، وتلقيها انتقادات بشأن تعاملها مع هذه الحالة، وقررت الشركة في ذلك الوقت تعزيز إجراءاتها الأمنية، وتدريب طواقمها على استخدام هذه الأجهزة، للتعامل مع الاضطرابات العنيفة على متن رحلاتها.
وعلى العكس من هذا القانون، تتعامل شركات الطيران مع المسافرين الأطفال برفق وعطف شديدين، لدرجة تقديم رعاية للطفل لبعض الوقت.
لن تحاول أي شركة طيران إنكار حاجة المسافرين برفقة أطفال صغار إلى استخدام دورات المياه عدة مرات خلال الرحلة، لذلك تقدم مضيفات معظم شركات الطيران المساعدة للآباء في مثل هذه الحالات.
وينطبق هذا أيضاً، عندما يحتاج أحد الوالدين، وخاصة في الرحلات الطويلة، إلى تمديد ساقيه أثناء حمل طفله على حجره لفترة قصيرة من الزمن.
وعلى متن بعض شركات الطيران الكبرى، يمكن للمسافر برفقة أطفال أن يطلب من المضيفة هدية تذكارية، شعار طائرة أو نحو ذلك، يمنحها لطفله كنوع من المكافأة، وليتذكر هذه الرحلة.
ويسمح عدد من شركات الطيران للمسافر باصطحاب حيوان الدعم العاطفي الخاص به في مقصورة الطائرة، رغم أن عدد من الشركات اتخذ قراراً بحظرها، بسبب تضارب فهم الشروط.
0 تعليق