«الخليج»
تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية، الثلاثاء، مستأنفة موجة البيع التي بدأت نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن أشعلت الصين من جديد فتيل التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 532.44 نقطة، أي بنسبة 1.09% إلى 45564.82 فيما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 1.31% إلى 6573.95، وتراجع ناسداك المركّب قرابة 2% إلى 22316.044 متأثراً بخسائر حادة لأسهم التكنولوجيا، وعلى رأسها شركات الذكاء الاصطناعي التي قادت السوق في موجة الصعود الأخيرة.
فقد سهم إنفيديا (Nvidia) أكثر من 3%، بينما تراجع تيسلا بنسبة 2.5% وأوراكل بنسبة 1.4%.
عقوبات صينية
جاءت هذه الخسائر في أعقاب إعلان الصين فرض عقوبات على خمس شركات تابعة لشركة هانوا أوشن الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة، وهي خطوة تحظر على الأفراد والمؤسسات في الصين التعامل مع تلك الشركات. وأوضحت الحكومة الصينية أن القرار يهدف إلى «تعزيز الأمن القومي».
في المقابل، علّق وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت على هذه الخطوة في تصريح لصحيفة فايننشال تايمز، قائلاً إن العقوبات المفروضة على الشركات الأمريكية التابعة لهانوا «تعكس ضعف الاقتصاد الصيني»، مضيفاً أن «القيادة في بكين تحاول جرّ الآخرين إلى الأسفل معها».
مؤشر الخوف
كما ارتفع مؤشر تقلبات السوق الأمريكية (VIX)، المعروف باسم «مؤشر الخوف»، متجاوزاً مستوى إغلاق الجمعة الماضية، ليصل إلى 22 نقطة — وهو أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر — في إشارة إلى تجدد القلق في وول ستريت وازدياد عمليات التحوط ضد الخسائر المستقبلية.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين منذ نهاية الأسبوع الماضي، بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، مما تسبب بانخفاض حاد للأسهم يوم الجمعة، حيث خسر مؤشر داو جونز أكثر من 800 نقطة، فيما سجل ستاندرد آند بورز أكبر تراجع يومي له منذ 10 إبريل.
انتعاش مؤقت
لكن الأسواق شهدت انتعاشاً مؤقتاً الاثنين بعد أن خفف ترامب من لهجته عبر منشور على منصة «تروث سوشيال» قال فيه: «لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام».
هذا التصريح أعاد الثقة مؤقتاً للمستثمرين، وقفزت المؤشرات الرئيسية بأكثر من 1%، مسجلة أفضل أداء يومي لها منذ أواخر مايو، حيث أنهى داو جونز أطول سلسلة خسائر له منذ سبتمبر.
محرك رئيسي للسوق
وقالت أولريكه هوفمان-بورشارد، رئيسة قسم الأسهم العالمية في UBS لإدارة الثروات، في مذكرة تحليلية:
تظل السياسة التجارية محركاً رئيسياً للأسواق الأمريكية هذا العام، وقد شهدنا الأسبوع الماضي تصعيداً حاداً في التوترات بين واشنطن وبكين. ومع تصلب المواقف من الجانبين، نتوقع تزايد تقلبات الأسواق حتى نهاية الشهر. ومع ذلك، تُظهر تجارب المفاوضات السابقة بين ترامب وشي أن التصعيد غالباً ما تعقبه هدنة تكتيكية، وقد يكون ملف المعادن النادرة مقابل رسوم الشحن مفتاح التفاهم القادم.
نتائج مالية قوية
وجاءت هذه الخسائر رغم صدور نتائج مالية قوية من عدد من كبرى الشركات الأمريكية، حيث أعلنت جونسون آند جونسون وجيه بي مورغان تشيز وويلز فارجو عن أرباح فاقت توقعات المحللين، فيما تجاوزت غولدمان ساكس هي الأخرى التقديرات الفصلية، ما يشير إلى أن المخاوف الجيوسياسية لا تزال تفوق الأداء المالي الإيجابي في توجيه حركة السوق.
0 تعليق