خبراء: «طفرة وول ستريت» تهدد الاقتصاد الأمريكي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بينما تحتفل الأسواق المالية الأمريكية بمكاسب ضخمة تجاوزت 9 تريليونات دولار خلال عام واحد، بدأ خبراء الاقتصاد يدقّون ناقوس الخطر: ازدهار الأسهم الذي يغذي الإنفاق الاستهلاكي للأثرياء قد يتحول قريباً إلى أكبر تهديد للاقتصاد الأمريكي إذا ما تبدّل اللون الأخضر في المحافظ الاستثمارية إلى الأحمر.
يقول مارك زاندي، كبير خبراء الاقتصاد في شركة «موديز أناليتكس»، في حديثه لـ«ياهو فاينانس «ارتفاع أسعار الأسهم عنصر أساسي بالنسبة للأثرياء الذين يقودون الإنفاق الاستهلاكي. وإذا انعكس هذا الاتجاه وتراجعت الأسواق، فسيكون ذلك التهديد الحقيقي للاقتصاد في رأيي».

إنفاق الأثرياء

تشير تقديرات «موديز» إلى أن أعلى 10% من أصحاب الدخل في الولايات المتحدة مسؤولون عن نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي، ما جعل الاقتصاد يحافظ على وتيرته رغم التضخم والرسوم الجمركية التي أثقلت كاهل الأسر ذات الدخل المنخفض.


لكن هذه المعادلة، بحسب زاندي، «هشة وخطرة»، لأن أي تصحيح حاد في السوق يمكن أن يهز ثقة الطبقة الثرية ويؤدي إلى تراجع مفاجئ في الإنفاق.

ورغم المخاطر الأخرى التي تحيط بالاقتصاد الأمريكي – من الضغوط على النظام المصرفي إلى إغلاق الحكومة الفيدرالية – يرى زاندي أن الأسواق المالية هي مصدر القلق الأكبر، قائلاً «كل شيء يبدو مبالغاً فيه، التقييمات مرتفعة، والأسواق باتت أقرب إلى حالة من الفقاعة».

بين القمة والقاع

ديبورا وينسويغ، الرئيسة التنفيذية لشركة «كورسايت ريسيرش» المتخصصة في تحليل اتجاهات التجزئة، وصفت المشهد الاستهلاكي الأمريكي بأنه يشهد أكبر انقسام بين الطبقات منذ عام 2020.
وقالت: «المستهلكون الأثرياء ما زالوا ينفقون بقوة تفوق توقعاتنا، بينما تضطر الأسر ذات الدخل المحدود إلى مضاعفة زياراتها للمتاجر بحثاً عن الخصومات والعروض».
وأضافت أن المتاجر الفاخرة وسلاسل الخصومات الكبرى هي الرابح الأكبر في هذا التباين، مشيرة إلى أن علامات مثل «وولمارت» و«كوستكو» و«بي جيز» و«سامز كلوب» تستفيد من قاعدة عملاء أوسع وقدرات تحليل بيانات متقدمة. كما لفتت إلى أن متاجر الأزياء منخفضة الأسعار مثل TJX وروس وبرلنغتون تحقق أداءً قوياً مع استمرار ظاهرة «التسوق الذكي» لدى المستهلكين.
وتابعت وينسويغ: «نحن أمام مرحلة جديدة ليس فقط من انقسام المستهلكين، بل أيضاً من انقسام في أداء أسهم التجزئة نفسها بين الشركات القادرة على التكيف وتلك التي ستتخلف عن الركب».

تباطؤ وشيك

ورغم صمود الإنفاق في شريحة الأثرياء، تظهر بوادر فتور عام في السوق. فبحسب استطلاع «ديلويت» لموسم التسوق 2025، من المتوقع أن يتراجع الإنفاق الإجمالي بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي، مع اتجاه المستهلكين في جميع المستويات نحو تقليص النفقات.

ويقول مايك داير، نائب رئيس «ديلويت»: «المستهلكون يشعرون بضغوط في القدرة الشرائية، ويبحثون أكثر عن القيمة مقابل المال. حتى الأثرياء باتوا أكثر حرصاً في إنفاقهم».


وتشير بيانات «ديلويت» إلى أن واحداً من كل أربعة من أصحاب الدخل الذي يتجاوز 200 ألف دولار سنوياً أصبح يتبنى سلوكاً استهلاكياً أكثر تحفظاً، سواء بتأجيل الشراء أو البحث عن بدائل أرخص أو انتظار العروض الترويجية.

قمة الاقتصاد العالمي

وفي «قمة الاقتصاد العالمي» بواشنطن، أشار جون وولدورن، رئيس بنك «غولدمان ساكس»، إلى أن خطوط الانقسام نفسها تظهر في قطاعات أخرى، موضحاً أن شركة دلتا إيرلاينز تتوقع أن تتجاوز إيرادات مقاعد الدرجة الممتازة إيرادات الدرجة الاقتصادية العام المقبل، في وقت تنهار فيه شركات بيع السيارات الصغيرة تحت وطأة الديون.
وقال وولدورن: «الطبقات الدنيا في الاقتصاد تعاني بشدة. حالات الإفلاس في بعض القطاعات، مثل شركات السيارات، تكشف مدى هشاشة المستهلكين الضعفاء».

وختم بالتحذير: إذا تراجعت القدرة الشرائية والصحة المالية للأسر، فسنواجه مشكلة أعمق بكثير. الطفرة الحالية في السوق قد تكون ببساطة الهدوء الذي يسبق العاصفة».

0 تعليق