تحول خلاف مدرسي بسيط بين طلاب في مدرسة دولية بمدينة الشيخ زايد في مصر، إلى مأساة مروعة أمام نادي بيفرلي هيلز داخل الكمبوند السكني الفاخر نفسه.
الحادث الذي وقع مساء الخميس الماضي، وصفته أسرة الضحايا بـ«محاولة قتل متعمدة»، أسفر عن إصابة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة بجروح خطيرة، بما في ذلك نزيف حاد في المخ للأب، مما أدى إلى رقوده في غيبوبة بالعناية المركزة.
الجاني الرئيسي، والد أحد الطلاب المتورطين في المشاجرة، قاد سيارته عمدًا نحو الضحايا أثناء محاولة تسوية الخلاف، قبل أن يفر هاربًا مع ابنه، ليتم القبض عليهما لاحقًا مع اثنين آخرين من أفراد عائلته.
التسلسل الزمني للأحداث
بداية الخلاف (صباح الأربعاء)، حيث نشبت مشاجرة بين مجموعة من الطلاب داخل حرم المدرسة الدولية، بسبب خلاف يتعلق بـ«معاكسة فتاة» تدرس معهم، وفقًا للتحقيقات الأولية، وكان الطالب «حازم» (ابن الضحية الرئيسية) من أبرز المتورطين، إلى جانب ابن الجاني (صاحب المجازر).
وأكدت إدارة المدرسة في بيان رسمي أن الخلاف وقع داخل الأسوار المدرسية، لكنها نفت أي تورط مباشر منها، مشيرة إلى أن الحادث اللاحق حدث خارج نطاقها تمامًا.
وحاولت أسرة «حازم» احتواء الأمر بهدوء، حيث ذهب الطالب مع ابن عمه للحديث مع الطرف الآخر أمام منزلهم داخل الكمبوند، ثم تجددت المشادة عندما تطاول أحد الطلاب على والد «حازم» (أحمد)، الذي تدخل بلكمة للدفاع عن ابن شقيقته، مما أبعد المعتدي دون إصابات خطيرة في هذه المرحلة.
بعد يومين، تلقى «حازم» اتصالًا من أحد الطلاب يدعوه للقاء أمام نادي بيفرلي هيلز (داخل الكمبوند الذي يقع فيه الكمبوند نفسه) لتصفية الخلاف بحضور أولياء الأمور، فاستجاب «حازم» وذهب مع والده «أحمد» وابن عمه «سعيد».
حضر الطرف الآخر بسيارة، وبدأت محاولات التفاهم، لكن التوتر سرعان ما عاد. وفقًا لرواية والدة «حازم» في منشور مؤثر على فيسبوك، تطورت المشادة إلى اعتداء، ثم قاد والد الجاني سيارته بسرعة جنونية نحو المجموعة، مصطدمًا بالثلاثة عمدًا أمام بوابة النادي، وسط ذهول الشهود. فر الجاني مع ابنه فورًا، تاركًا الضحايا يئنون من الألم.
الإصابات والاستجابة الطبية
على الفور تم نقل الضحايا إلى مستشفى دار الفؤاد الجامعي بإصابات بالغة: «أحمد» (الأب) بنزيف حاد في المخ وفقدان الوعي، يرقد في العناية المركزة؛ «حازم» (الابن) بكسر في الكاحل، كدمات، جروح متفرقة، وعملية جراحية لتركيب شرائح ومسامير؛ «سعيد» (ابن الشقيقة) بارتجاج في المخ وقطع في الشفاه.
بدورها، أمرت النيابة العامة بأكتوبر بالاستعلام عن حالتهم يوميًا، وهم مستقرون نسبيًا حتى اليوم لكن التعافي طويل الأمد.
الإجراءات القانونية
وتلقت شرطة النجدة بلاغًا فوريًا، وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من القبض على الجاني الرئيسي (صاحب مجازر)، وابنه وآخر، في غضون ساعات، وتم حجزهم، وفي 20 أكتوبر، قررت النيابة حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهم «الدهس العمدي مع الإصابة، والشجار، والاعتداء بالضرب».
وأكدت الشرطة أن التحقيقات تشمل تحليل تسجيلات كاميرات النادي والكمبوند، مع التركيز على الدوافع النفسية والجنائية، كما أصدرت إدارة الكمبوند، بيانًا، يؤكد تعاونها الكامل، مشيرة إلى أن جميع الأطراف من سكان مشاريعها، وأن الحادث وقع خارج أسوار النادي نتيجة خلافات سابقة.
أخبار ذات صلة
0 تعليق