«الرياض» بين زمنين - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ضمن حزمة برامج رؤية 2030، دخل إلى حياتنا مصطلحان عظيمان؛ جودة الحياة والترفيه، ومع أن الثاني هو عنصر من عناصر المصطلح الأول الأساسي الشامل إلا أنه أصبح من أبرزها وأكثرها حضوراً. وربما لا يعرف الجيل الجديد من صغار السن سبب احتفائنا بهذا المصطلح المبهج لأنهم لم يعيشوا الزمن الذي عشناه، ذلك الزمن المجدب من أبسط مقومات جودة الحياة النفسية التي تحتاج الحد الأدنى من الترفيه والترويح.

كلما زرت الرياض تتداعى في نفسي ملامح الفترة التي عشت فيها، وعندما أخص الرياض بالحديث فإن باقي المدن لم تكن تختلف عنها كثيراً، ولكن لأنها العاصمة والمركز ولأنها كانت تجسد الصورة الأوضح لطبيعة الحياة آنذاك. كانت الرياض تكبر وتتسع وتشهد نهضةً ماديةً ضخمةً، لكن لم يكن فيها منفذ للترويح والترفيه بمعناه الحقيقي، لم يكن هناك شيء غير المولات ومراكز التسوق، أو بعض المناسبات القليلة التي يخرج فيها الناس لفترة قصيرة جداً عن إيقاع حياتهم الرتيب.

الآن كل شيء تغير في الرياض. تلك المدينة الرتيبة التي يتحين سكانها أي فرصة لمغادرتها إلى حيث تكون الحياة أرحب، أصبحت الآن أكبر مدينة جاذبة في المملكة ومحيطها. تلك المدينة التي كان الوقت يمضي فيها بطيئاً وثقيلاً أصبح سكانها وزائروها يبحثون عن مزيد من الوقت لمواكبة مفاجآتها وملاحقة جديدها في كل ما له صلة بالترفيه الذي أصبحت أيقونته المتميزة. لم تعد الرياض تلك المدينة المتثائبة، بل أصبحت المدينة النابضة بالبهجة والحيوية والخيارات اللامتناهية لكل أشكال الترفيه بأعلى وأجمل معاييره.

الرياض الآن تليق بعصرها الحديث كعاصمة لدولة كبرى ذات تأريخ عريق، لكنها تعيش الحاضر كدولة حديثة تستقطب القادمين من كل أرجاء العالم، ولأنها تمثل القلب في الوطن فقد ضخت حيويتها في شرايينه لتصل إلى كل جزء منه، وأصبح الإنسان يعيش في وطن انزاحت عنه كثير من التناقضات التي أخفت ملامحه الجميلة وقتاً طويلاً، وأرهقت مواطنيه.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق