في مشهد يعيد إلى الأذهان واحدة من أبشع الكوارث التي عرفتها تركيا خلال العقد الأخير، أصدرت محكمة تركية أحكامًا مشددة بالسجن على 11 شخصًا بعد إدانتهم بالتسبب في حريق فندق كارازل بولاية بولو شمال غربي البلاد، والذي أودى بحياة 78 شخصًا بينهم عشرات الأطفال.
ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء «تي آر تي» التركية، فإن الأحكام شملت مالك الفندق رجل الأعمال خالد أردول الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد بعد أن اعتبرت المحكمة الحادث نتيجة إهمال جسيم وإخلال بإجراءات السلامة.
وقع الحريق في عطلة شتوية كانت تعج بالعائلات القادمة من إسطنبول ومناطق مجاورة لقضاء عطلتهم في منتجع للتزلج، قبل أن يتحول المكان إلى فخ ناري التهم طوابق الفندق الـ 12 خلال دقائق. وأسفر الحريق عن مصرع 34 طفلًا وإصابة أكثر من 130 شخصًا آخرين، بينما قفز بعض النزلاء من النوافذ في محاولة يائسة للهروب من ألسنة اللهب.
محاسبة واسعة وتقصير فادح
المحاكمة التي استمرت أشهرًا شملت 32 متهمًا بينهم 20 شخصًا قيد الاحتجاز، وضمت القائمة مسؤولين محليين بينهم رئيس بلدية بولو ونائبه وعدد من مديري الإدارات والعاملين في فرق الإطفاء، بعد أن اتضح أن الفندق كان يفتقر إلى أبسط أنظمة الأمان ومخارج الطوارئ.
وشددت تقارير خبراء التحقيق على أن المبنى شُيّد بطريقة مخالفة للمعايير، وأنه لم يخضع لأي فحص دوري لمعدات الإطفاء، في حين كشفت شهادات ناجين أن الإنذارات لم تعمل لحظة اندلاع النيران في المطبخ الرئيسي.
الحادثة التي عُرفت في الإعلام التركي باسم «مأساة بولو» خلّفت صدمة كبيرة داخل الشارع التركي، وسط مطالبات بإصلاح شامل لقطاع السياحة والفنادق، وإعادة النظر في معايير السلامة بعد تكرار حوادث مشابهة خلال السنوات الأخيرة.
وهكذا، وبعد نحو عام على الحريق الذي حوّل عطلة عشرات العائلات إلى مأساة عامة، تحاول العدالة التركية إغلاق الجرح بأحكامٍ قاسية، في انتظار أن تمنع المأساة التالية.
أخبار ذات صلة

 
            
0 تعليق