في نداء عاطفي نادر، خاطب كونت باريس حفيد ملوك فرنسا المباشر جان دورليانز اللصوص الذين نفذوا أكبر سرقة في متحف اللوفر منذ سطو «الموناليزا» عام 1911، متوسلاً إليهم إعادة الجواهر المسروقة سليمة: «من أجل تراث فرنسا.. ومن أجل عائلتي».
**media«2607286»**
جاء النداء من القصر الملكي في دريو، على بعد 70 كيلومتراً جنوب غرب باريس، حيث يقيم الكونت البالغ 60 عاماً، وهو يتصفح صوراً عائلية تظهر جدته الكبرى، دوقة غيز، مرتدية تاج الياقوت الأزرق السريلانكي المرصع بالألماس عام 1931.
«أعيدوا لنا جواهرنا، لا يزال هناك وقت»، قال دورليانز لوكالة «رويترز» في غرفة استقبال فخمة مزينة بصور ملوك فرنسا التاريخيين مثل هنري الرابع، لويس الثالث عشر، لويس الرابع عشر، وماري أنطوانيت.
وأضاف: «هذا أمر شخصي وحميمي للغاية، كانت هذه الجواهر تُرتدى في المناسبات الخاصة، الأعراس العائلية، أو لرسم لوحات معينة».
وفي إحدى الصور، شوهد التاج لآخر مرة على رأس جدته إيزابيل دورليانز-براغانس في زفاف الأميرة أستريد البلجيكية عام 1984، قبل أن يبيعه جده للمتحف عام 1985 مقابل 5 ملايين فرنك.
**media«2607285»**
سرقة بـ102 مليون دولار في وضح النهار
وهزت السرقة التي وقعت في 19 أكتوبر فرنسا بأكملها، حيث تمكن اللصوص من الاستيلاء على كنوز وطنية قيمتها تفوق 102 مليون دولار في عملية استغرقت دقائق معدودة فقط، مستغلين ثغرات أمنية فاضحة.
وتعد هذه أكبر سرقة في تاريخ اللوفر منذ اختفاء لوحة «الموناليزا» قبل أكثر من قرن، وقد ألقت الشرطة القبض على عدة مشتبه بهم حتى الآن.
وتشمل القطع المسروقة 8 تحف من القرن الـ19 كانت ملكاً للعائلة المالكة الفرنسية أو الحكام الإمبراطوريين، منها: تاج الياقوت الأزرق مع قلادة وأقراط فردية من مجموعة الملكة ماري أميلي والملكة هورتنس، تاج ودبوس صدري للإمبراطورة أوجيني، قلادة زمرد وأقراط زمردية أهداها نابليون لزوجته الإمبراطورة ماري لويز في زواجهما.
اشترى الملك لويس فيليب مجموعة الياقوت عام 1821 من الملكة هورتنس، وظلت في عائلة أورليانز لأكثر من قرن قبل عرضها للجمهور في اللوفر.
**media«2607284»**
تراث لا يُقدر بثمن
وقال الكونت: «إن إعادة الجواهر سليمة أمر حيوي لعائلتنا وللشعب الفرنسي»، داعياً إلى وضعها في غرفة عرض أكثر أماناً بعد تجديدها. وشبه رد الفعل الشعبي بالغضب الجماعي الذي أعقب حريق كاتدرائية نوتردام عام 2019، قائلاً: «إنه تراث لا يُقدر بثمن، يجب استعادته».
كما طالب السلطات بمحاسبة كل من ثبت تقصيره في الحادثة، مشدداً على أن الجواهر ليست مجرد أحجار كريمة، بل رموز لتاريخ فرنسا الملكي والإمبراطوري.
ولم يصدر تعليق رسمي من اللوفر أو الشرطة حول مصير التحقيق، لكن مصادر أمنية أكدت أن البحث مستمر عن الجواهر في الأسواق السوداء الدولية، مع مخاوف من تقطيعها أو بيعها قطعاً منفصلة.
وتُعد هذه الحادثة ضربة قوية لسمعة اللوفر كأكثر المتاحف أماناً في العالم، ما أثار نقاشاً وطنياً حول تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية التراث الثقافي الفرنسي من السرقات المستقبلية.
أخبار ذات صلة

0 تعليق