المناخ والوفيات - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مجلة «لانسيت»

ليس تغير المناخ مجرد قضية بيئية، بل هو أزمة صحية عالمية تُزهق أرواح ملايين البشر سنوياً نتيجةً لفشل السياسات وعدم كفاية الاستجابات.
وسلّط فريق دولي من الخبراء الضوء على الأثر المدمر لتغير المناخ في صحة الإنسان، مؤكدين الحاجة المُلحة لاتخاذ إجراءات فورية للتخفيف منه.
ولطالما حذرت منظمة الصحة العالمية من المخاطر المرتبطة بتغير المناخ، بما في ذلك الظواهر الجوية المتطرفة، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وانتشار الأمراض المُعدية وتُسهم هذه العوامل التي تفاقمت بفعل تغير المناخ، في زيادة كبيرة في معدلات الوفيات حول العالم.
وآثار تغير المناخ في الصحة واسعة النطاق ومتعددة الجوانب، مثلاً يرتبط ارتفاع درجات الحرارة بالأمراض والوفيات المرتبطة به، لا سيما بين الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن والأطفال، وزيادة تلوث الهواء، وهو ناتج ثانوي للأنشطة الصناعية واحتراق الوقود الأحفوري، يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من الضغط على أنظمة الرعاية الصحية.
بالإضافة إلى الآثار الصحية المباشرة، يُحدث تغير المناخ اضطراباً في إنتاج الغذاء وتوزيعه، مما يؤدي إلى سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في العديد من المناطق، وتؤدي موجات الجفاف والفيضانات وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة إلى تدمير المحاصيل، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتفاقم الفقر، مما يزيد من خطر سوء التغذية والمشاكل الصحية المرتبطة به. ويُعد نقص المياه النظيفة مشكلةً حرجةً أخرى تفاقمت بسبب تغير المناخ، إذ يتزايد الجفاف وندرة المياه في أنحاء كثيرة بالعالم، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض المنقولة بالمياه وعدم كفاية مرافق الصرف الصحي، وتؤدي العواقب الناجمة عن ذلك، بما في ذلك الالتهابات المرتبطة بالمياه، إلى إزهاق أرواح كان من الممكن إنقاذها لو توفرت إدارة وبنية تحتية سليمة للمياه.
علاوة على ذلك، يتزايد انتشار الأمراض المنقولة بوسيط، مثل الملاريا وحمى الضنك وفيروس «زيكا»، نتيجةً لتغير أنماط المناخ وتوسع موائل الحشرات الناقلة للأوبئة.

0 تعليق