نتنياهو لا يريد السلام وعلى واشنطن تفعيل ضغوطها - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بات واضحاً أن رئيس الحكومة اليمينية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لا يريد خطة الرئيس دونالد ترمب لإنهاء حرب غزة، وبناء مناخ ملائم لحل مشكلة الشرق الأوسط. وتتيح له حركة حماس فرصة كبيرة للتنصّل من صفقة شرم الشيخ، بتباطُئها في إعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا أو ماتوا أثناء اختطافهم وأسرهم. وتتعلل حماس بأن قيام إسرائيل بهدم مباني غزة ومعالمها يجعل العثور على أماكن دفن تلك الجثامين عسيراً؛ وهو منطق يبدو أن إدارة ترمب تقدّره. وفي مقابل ذلك التأخير، قرر نتنياهو العودة للإبادة الجماعية في غزة، والإصرار على منع تدفق المساعدات الإنسانية، ومنع دخول آليات البناء ومواده إليها. وهكذا أضحى نتنياهو يقتل 100 فلسطيني، في أبشع أصناف العقاب الجماعي للفلسطينيين، خصوصاً النساء والأطفال. ومع أنه يتبجّح بأن جيشه قضى على القدرات القتالية لحماس، وهدم أنفاقها، وقتل قادتها، إلا أنه يوجّه طائراته وسفنه الحربية، وقواته البرية لمعاقبة الفلسطينيين، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا أنفسهم يعيشون في قطاع تحكمه حماس من دون إرادة الفلسطينيين. لا بد من أن تتدخل الولايات المتحدة لوقف هذا الثور الهائج، الذي لا يفيق إلا للتفكير في مصالحه ومكاسبه، خصوصاً ضمان عدم انهيار ائتلافه الحاكم، وعدم محاكمته بتُهم الفساد، والاختلاس، والتقصير في منع وقوع هجوم 2023. لقد رحّب العالم كله بصفقة شرم الشيخ؛ التي يضع الرئيس ترمب ثقله لإنجاحها في وقف الإبادة الجماعية، والتجويع، وها هو نتنياهو يصطنع ثغرات تتيح له التنصل. إن السلام خيار يصنعه الشجعان والأقوياء، ولا يصنعه الخبثاء طبقاً لمصالحهم الشخصية الضيقة، وإذا لم تمارس واشنطن ضغوطها المكثفة على نتنياهو فستضيع فرصة إحداث الاختراق الأكبر من نوعه لحل مشكلة الشرق الأوسط. إن على واشنطن لجم هذا الثور الإسرائيلي الهائج. فقد وعد الرئيس ترمب بمعاملة طرفي أزمة الشرق الأوسط على قدم المساواة.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق