في مشهد صادم هزّ بريطانيا، مساء أمس (السبت)، تحوّلت رحلة عادية على متن قطار شركة LNER المتجه من دونكاستر إلى لندن لكابوس دموي، بعدما أطلق راكبان هجومًا بالأسلحة البيضاء داخل إحدى العربات، مما أدى إلى إصابة 10 أشخاص، 9 منهم في حالة حرجة.
وقع الهجوم أثناء مرور القطار عبر مقاطعة كامبريدجشير، وتحديدًا عند اقترابه من هانتينغدون. وأفادت شرطة النقل البريطانية بأنها تلقت بلاغات عاجلة عن «حوادث طعن جماعية»، لتسارع فرق الشرطة المسلحة والإسعاف الجوي إلى المكان، حيث تم القبض على رجلين مشتبه بهما بعد دقائق من توقف القطار في المحطة.
تعليق رئيس الوزراء البريطاني
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الحادث بأنه «واقعة مروعة»، فيما أعلنت الشرطة اعتقال رجلين على خلفية الهجوم.
لحظات الرعب على متن القطار
يروي الراكب أولي فوستر لصحيفة «ديلي ميل» تفاصيل اللحظات الأولى، قائلاً: «كنت في العربة H، وكنت أستمع إلى كتاب صوتي عندما ركض رجل عبر العربة وهو يصرخ: اركضوا! هناك شخص يطعن الجميع! في البداية ظنناها مزحة هالوين، لكن نظرة الرعب في عينيه قالت كل شيء».
ويضيف فوستر: «وضعت يدي على أحد المقاعد فوجدتها مغطاة بالدماء. رأيت رجلين ينزفان أمامي، وفتاة صغيرة في حالة صدمة بعدما حاول المهاجم طعنها. وأنقذها رجل مسن تلقى الطعنة بدلاً عنها».
ومع تصاعد الصرخات، لجأ الركاب إلى آخر العربات، ولجأ بعضهم إلى التسلّح بما توفر من زجاجات أو حقائب في محاولة يائسة للدفاع عن أنفسهم. يقول فوستر: «كان شعور العجز ساحقًا. لم نكن نملك شيئًا سوى الدعاء».
من جانبها، قالت الراكبة رين تشامبرز لـ «بي بي سي» إنها سمعت صرخات قادمة من عربات مجاورة، قبل أن ترى رجلًا ينزف من ذراعه وهو يركض باتجاهها. «في البداية ظننتها مزحة، ثم رأيت الدماء. أدركنا أن الأمر حقيقي وأن علينا التحرك فورًا».
تشامبرز وصفت كيف ساعد الركاب بعضهم البعض على الخروج بهدوء رغم الفوضى، فيما استخدم آخرون ستراتهم لتضميد الجرحى.
**media«2607821»**
استجابة «غير مسبوقة»
أُغلقت محطة هانتينغدون بالكامل بينما انتشرت قوات مسلحة وطائرات إسعاف في المكان.
وأعلنت الشرطة أن الحادثة «واقعة كبرى»، وشاركت فيه وحدات مكافحة الإرهاب «تحسبًا لأي دوافع إرهابية»، رغم أنه لم يتم تأكيد ذلك رسميًا بعد.
وقال كبير المشرفين كريس كيسي في بيان صحفي: «نُجري تحقيقات عاجلة لتحديد ما حدث. نفهم حجم الصدمة لدى الجمهور، ونطلب من الجميع تجنب التكهنات حتى تتضح الصورة بالكامل».
ووصف رئيس الوزراء كير ستارمر الهجوم بأنه «مروع ومقلق للغاية»، مقدمًا شكره لخدمات الطوارئ على استجابتها السريعة.
أما وزيرة الداخلية شبانة محمود فقد قالت عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي إنها «حزينة بشدة لما جرى»، مؤكدة أن المشتبه بهما أُلقيا القبض عليهما فورًا وأن التحقيقات مستمرة.
في المقابل، طالب سياسيون من المعارضة الحكومة بتقديم تحديث فوري حول هوية المهاجمَين ودوافعهما، في وقت دعا فيه عمدة كامبريدجشير إلى «الهدوء والوحدة» مؤكدًا تضامن المجتمع مع الضحايا وعائلاتهم.
مشهد الصباح التالي
مع بزوغ فجر اليوم (الأحد) ظل القطار متوقفًا على رصيف المحطة، وأضواؤه ما زالت مضاءة فيما انتشر ضباط الأدلة الجنائية والكلاب البوليسية للبحث عن أدلة. وشُوهدت حقائب، وسترات، وأجهزة كمبيوتر محمولة تركها الركاب خلفهم أثناء فرارهم.
وتُظهر الصور الميدانية سيارات الشرطة والإسعاف مصطفة خارج المحطة، بينما أُغلقت الطرق المؤدية إليها.
**media«2607819»**
وأكدت شرطة النقل البريطانية أن 10 أشخاص نُقلوا إلى المستشفى، 9 منهم في حالة حرجة، دون تسجيل أي وفيات حتى الآن.
ويُحقق ضباط مكافحة الإرهاب في خلفية الحادثة، وسط دعوات من السلطات بعدم نشر الشائعات أو صور المصابين عبر الإنترنت.
وفي تصريح لـ «التلغراف»، قال ديفيد هورن المدير التنفيذي لشركة LNER: «ما حدث مأساة حقيقية. نتضامن مع الضحايا وعائلاتهم، وسنواصل التعاون الكامل مع الشرطة».
أدت الحادثة إلى توقف قطارات LNER وThameslink بين لندن وشمال إنجلترا، وسط تحذيرات من استمرار الاضطرابات حتى نهاية اليوم بعد أن تحول قطارٌ يحمل عشرات الركاب في رحلة مسائية هادئة إلى ساحة رعب خلال دقائق، في حادثة تعيد إلى الأذهان تساؤلات خطيرة حول أمن وسائل النقل في بريطانيا ودور الوقاية المبكرة. وبينما يكافح الضحايا من أجل حياتهم، لا تزال وسائل الإعلام تنتظر الإجابة على السؤال الأهم: لماذا حدث ذلك؟
أخبار ذات صلة

0 تعليق