اقترح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك شركة «سبيس إكس»، نشر «كوكبة كبيرة من الأقمار الاصطناعية» تعمل بالطاقة الشمسية لـ«حجب الشمس» جزئيا، بهدف الحد من الاحتباس الحراري العالمي.
وقال ماسك في منشور له على منصة «X» التابعة له، إن «كوكبة كبيرة من الأقمار الاصطناعية المدعومة بالطاقة الشمسية ومدارة بالذكاء الاصطناعي ستتمكن من توفير كميات دقيقة من الظل للحفاظ على درجة حرارة الأرض في المستوى الدقيق المناسب».
يأتي هذا الاقتراح ردا على فكرة مستوحاة من مستخدم على «X» اقترح «مرفق دافع للأرض لضبط مدارها حول الشمس» لمواجهة تغير المناخ، لكن ماسك طورها إلى حل فضائي يعتمد على تقنية «إدارة الإشعاع الشمسي»، إذ تقوم الأقمار بمرآة أو عاكسة لجزء صغير (1-2%) من أشعة الشمس لتعكسها إلى الفضاء، ما يقلل من امتصاص الحرارة ويُبرد الكوكب تدريجيا.
وأضاف ماسك في تعليقات لاحقة: «ستحتاج التعديلات إلى كميات صغيرة فقط لمنع الاحتباس الحراري أو التبريد العالمي»، مشيرا إلى أن «سبيس إكس»، التي أطلقت أكثر من 10 آلاف قمر «ستارلينك» بحلول أكتوبر 2025، يمكن أن توسع هذه التقنية بسرعة، ربما لتصل إلى 100 غيغاوات سنويا من الطاقة الفضائية خلال 4-5 سنوات.
وأثار المنشور، الذي حصد أكثر من 29 مليون مشاهدة في ساعات، جدلا واسعا، حيث ربط ماسك الفكرة بـ«حضارة كارداشيف النوع الثاني»، التي تستغل طاقة الشمس الكاملة، قائلا: «ربما غرضنا هو صنع عقل شمس واعية».
مع ذلك، حذر خبراء المناخ من المخاطر، مثل البروفيسورة سامي بوزارد من جامعة نورثمبريا البريطانية، من أن «هذا غير مخطط وغير متوازن؛ يجب ألا يقرر فرد أو دولة المناخ للآخرين، خصوصا مع مخاطر غير متوقعة مثل تكاليف الكربون العالية لإطلاق الأقمار والحوكمة العالمية».
وكانت دراسات من جامعة هارفارد (2024) قد أشارت إلى أن مثل هذه الكوكبة قد تكلف أكثر من 100 مليار دولار، وتسبب اختلالات إقليمية في الأمطار أو الزراعة، أو حتى تفاقم تغير المناخ إذا فشلت.
ويأتي اقتراح ماسك، في سياق تصاعد القلق العالمي من الاحتباس الحراري، إذ أفادت تقارير الأمم المتحدة (IPCC 2023) بأن درجة الحرارة العالمية ارتفعت بنحو 1.1 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة، مع توقعات بوصول 1.5 درجة بحلول 2030 إذا لم تُخفض الانبعاثات بنسبة 45%.
ولا تعد الفكرة جديدة، إذ اقترحها العلماء منذ السبعينات، مثل جيمس هانسن في ناسا، وتشمل طرقا أرضية مثل حقن الجسيمات العاكسة في الستراتوسفير (مثل ثاني أكسيد الكبريت، مستوحاة من براكين مثل بيناتوبو 1991 التي خفضت درجة الحرارة بنحو 0.5 درجة لعامين)، أو فضائية مثل مرايا عملاقة في نقطة لاغرانج L1 (على بعد 1.5 مليون كم من الأرض).
أخبار ذات صلة

0 تعليق