«ساينس ألرت»
يواصل علماء في أستراليا بحثهم عن لغز جيولوجي حير المختصين منذ أكثر من نصف قرن. ففي عمق الصحراء الجنوبية من القارة، عثر على كرات زجاجية صغيرة وغريبة التركيب، يعتقد أنها تشكلت نتيجة اصطدام نيزك بالأرض قبل نحو 11 مليون سنة. هذا الاكتشاف، الذي قاده باحثون من جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا، قد يفتح فصلاً جديداً في تاريخ الأرض.
أطلق الباحثون على هذه الكرات الزجاجية اسم «الأنانجويتات»، وهي تختلف في تركيبها الكيميائي عن أي نوع آخر من الزجاج الناتج عن اصطدامات نيزكية سابقة. إذ تحتوي على نسب أقل من ثاني أكسيد السيليكون، لكنها غنية بالحديد والمغنيسيوم والكالسيوم، ما يجعلها أكثر كثافة وقابلية مغناطيسية. كما أنها فريدة من نوعها بالنسبة لأستراليا، وتشير إلى حدث اصطدام لم نكن نعرف بحدوثه من قبل.
يرجح الباحثون أن هذه «الأنانجويتات» تشكلت عندما اصطدم كويكب كبير بالأرض، فتسبب في ذوبان الصخور السطحية وتناثرها لآلاف الكيلومترات. إلا أن المدهش في الأمر هو أن الباحثين لم يعثروا حتى الآن على فوهة الاصطدام التي يفترض أن تكون مصدر هذه الكرات الزجاجية، رغم أن حدثاً بهذا الحجم كان كفيلاً بترك أثر واضح في طبقات الأرض.
وتعود جذور الاكتشاف إلى عام 1969، حين لاحظ باحثان من وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» وجود ثماني حبات زجاجية تختلف كيميائياً عن بقية العينات الأسترالية. وأشارا حينها إلى احتمال أن تكون ناجمة عن اصطدام آخر مستقل، لكن الفرضية لم تتابع. وبعد أكثر من 50 عاماً، أعاد الباحثون دراسة الملف، ووجدوا 6 عينات جديدة مطابقة لتلك النتائج في متحف جنوب أستراليا. أظهر تحليلها نفس البصمة المعدنية الغريبة التي لم تكن معروفة من قبل.
استخدم الفريق تقنية تأريخ الأرجون لتحديد عمر «الأنانجويتات»، فتوصل إلى أنها تعود إلى 11 مليون سنة، أي أقدم بكثير من التكتيتات المنتشرة في المنطقة التي يقدر عمرها بـ 788 ألف سنة فقط. ويؤكد هذا الفارق الزمني أن «الأنانجويتات» نشأت عن حدث اصطدام مختلف تماماً.

0 تعليق