تلوث الهواء والزهايمر - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«نيوز ميديكل»

يؤدي التعرض لتركيزات عالية من تلوث الهواء إلى تفاقم مرض الزهايمر، وفقاً لدراسة جديدة من جامعة التكنولوجيا في سيدني بأستراليا وذلك بتسريع تراكم البروتينات السامة في الدماغ والتدهور المعرفي وسلطت الدراسة الضوء على الآثار الضارة لتلوث الهواء على صحة الدماغ، خاصة لدى المصابين بالزهايمر وهو اضطراب عصبي تنكسي تدريجي يؤدي إلى ضعف الإدراك وفقدان الذاكرة.
وأظهرت الأبحاث أن التعرض لتلوث الهواء، خاصةً الجسيمات الدقيقة مثل «PM2.5» وثاني أكسيد النيتروجين، يمكن أن يُسرع من تطور المرض.
يحتوي تلوث الهواء على مزيج معقد من الملوثات، بما في ذلك المعادن الثقيلة والمركبات العضوية والجسيمات الدقيقة والتي يمكن أن تتسرب إلى الدماغ عبر العصب الشمي ومجرى الدم، بمجرد وصولها إلى الدماغ، يمكن لهذه الملوثات أن تُحفز استجابات التهابية وإجهاداً تأكسدياً وإنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية والتي تُسهم جميعها في تراكم بروتينات «بيتا أميلويد» و«تاو»، ما يصيب بالزهايمر.
وأظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات عالية من تلوث الهواء يعانون تراكم لويحات «بيتا أميلويد» وتشابكات «تاو» في أدمغتهم بشكل أكبر مقارنةً بمن يعيشون في مناطق أقل تلوثاً. علاوة على ذلك، ارتبط التعرض لتلوث الهواء بزيادة الالتهاب العصبي، واختلال وظيفة الحاجز الدموي الدماغي وتلف الخلايا العصبية وهي جميعها سمات مميزة لمرض الزهايمر.
بالإضافة إلى تفاقم الزهايمر، ارتبط تلوث الهواء بتسارع التدهور المعرفي لدى المصابين به.
وثبت أن التعرض طويل الأمد لملوثات الهواء يُضعف الوظائف الإدراكية والذاكرة والقدرات التنفيذية، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الخرف بشكل أسرع.
علاوة على ذلك، يمكن أن يُؤدي الالتهاب العصبي والإجهاد التأكسدي الناتجان عن تلوث الهواء إلى خلل في وظائف التشابك العصبي والتواصل العصبي وإشارات النواقل العصبية، مما يُضعف القدرات الإدراكية لدى مرضى الزهايمر.
ويمكن للسياسات الرامية إلى تحسين جودة الهواء وخفض انبعاثات المركبات والمصادر الصناعية وتعزيز المساحات الخضراء في المناطق الحضرية أن تساعد بحماية الفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك كبار السن والأفراد الذين يعانون إعاقات إدراكية سابقة، كما أن حملات التوعية العامة التي تُسلط الضوء على العلاقة بين تلوث الهواء وصحة الدماغ، ضرورية لتعزيز بيئة صحية للجميع.

0 تعليق