مؤسس «علي بابا» يعود بقوة لـ «جعل المجموعة عظيمة مجدداً» - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

خلال الحملة المستمرة منذ سنوات التي تقوم بها السلطات الصينية على قطاع التكنولوجيا ازدهرت منتديات التواصل الداخلية لمجموعة «علي بابا القابضة» بكثير من الآمال ب«جعل علي بابا عظيمة مجدداً» وهي مقولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «MAGA» والتي تختصر عبارة «Make America Great Again» وتعني «لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً».

فقد لاقت هذه المقولة صدىً واسعاً في مجتمع عملاق التجارة الإلكترونية الصيني، وحل اسم «علي بابا» محل «أمريكا» وحتى تتمكن المجموعة من «جعل نفسها عظيمة مجدداً» ها هي الآن تستعين بأحد أقوى أسلحتها لتحقيق هذه المهمة وهو مؤسسها المشارك جاك ما.

عودة الزعيم

كان غياب «ما» بحد ذاته فترة عصيبة مرت بها المجموعة لذلك عندما عاد إلى مجموعة «آنت» في ديسمبر لإلقاء أول خطاب عام منذ عام 2020، تأثر بعض الموظفين القدامى بشدة لدرجة أنهم انهمروا بالبكاء.

وكان «ما» قد وجد نفسه فجأة في قلب عاصفة تنظيمية اتسعت لتشمل منافسين كبار، من شركة ديدي غلوبال إلى شركات التعليم الإلكتروني العملاقة آنذاك، مما دفع رواد الأعمال المليارديرات إلى الاختباء وعجّل بأكبر انهيار للثروات في تاريخ الصين الحديث وخسرت «علي بابا» ما يقرب من 700 مليار دولار من قيمتها السوقية، أي ما يعادل قيمة شركة «تينسنت» القابضة المحدودة بأكملها اليوم.

ولكن بعد اختفاء رجل الأعمال الأكثر شهرة في الصين عن أعين الناس في بداية تحقيق مكافحة الاحتكار في أواخر عام 2020، عاد مرة أخرى إلى مجموعة «علي بابا» بانخراط مباشر أكثر مما كان عليه في نصف عقد من الزمان.

وبدأت لمساته تتضح، وأكثرها بروزاً اتجاه المجموعة إلى الذكاء الاصطناعي وإعلانها الحرب على منافسيها في التجارة الإلكترونية «جيه دي دوت كوم» و«ميتوان».

وتقول بعض المصادر إن جاك ما لعب دوراً أساسياً في قرار مجموعة «علي بابا» بإنفاق ما يصل إلى 50 مليار يوان (7 مليارات دولار) على الدعم لصد دخول «جيه دي» المفاجئ إلى السوق.

ولم تعلن المجموعة، التي يديرها منذ عام 2023 اثنان من أقدم مساعدي «ما» وهما جو تساي وإيدي وو، ما إذا كان «ما» قد عاد بصفة رسمية.

تطلعات بكين

تقول المصادر المقربة: إن جاك ما، البالغ من العمر 61 عاماً، في أوج نشاطه منذ استقالته من منصب رئيس مجلس الإدارة في عام 2019.

فإلى جانب المساهمة في تنظيم إنفاق المليارات يسعى أيضاً إلى الحصول على تحديثات مستمرة حول مساعي المجموعة في مجال الذكاء الاصطناعي وفي إحدى المرات راسل أحد كبار المديرين ثلاث مرات في يوم واحد طالباً معرفة المستجدات.

فقد ظل ما، الذي كان في يوم من الأيام أغنى وأبرز قادة التكنولوجيا في الصين، ينتظر عودته منذ فترة، باعتبارها إشارة إلى أن قطاع التكنولوجيا الذي كان حراً في السابق في الصين يعود إلى حظوة بكين.

وفي حين أن من غير الواضح ما إذا كانت بكين قد وافقت صراحة على عودته فإن مصافحته للرئيس شي جين بينغ في فبراير كانت بمثابة عودة له في وقت تتطلع فيه البلاد إلى الذكاء الاصطناعي لتعزيز النمو ولكن من المتوقع أن يكون ظهوره أقل مما كان عليه قبل الحملة الأمنية، عندما ظهر في جلسات النقاش في دافوس وكحكم في برنامج للمواهب الإفريقية.

اشتداد المنافسة

يحاول مؤسس «علي بابا» التكيف مع الحقائق الجديدة التي طرأت في مجال التجارة الإلكترونية في الصين حيث تتسم بالتنافس الشديد على المستهلكين الذين يبحثون عمن يوصل لهم في غضون ساعة أو أقل وجبات الطعام والبقالة والإلكترونيات.

ويحاول كبار مسؤولي المجموعة إقناعه بأن أيام سيطرة «علي بابا» على 85% من السوق ولّت ويراهن هو على قدرة منصة التسوق الرئيسية للشركة، تاو باو، على التفوق على «جيه دي» و«ميتوان»، بعد نجاحها الأخير في استعادة حصتها السوقية.

واعتباراً من يوليو تمتلك «علي بابا» 43% من سوق توصيل الطعام في الصين، متخلفة عن «ميتوان» التي بلغت حصتها 47% وفقاً لبيانات «غولدمان ساكس».

ولكن هذه المعركة ربما تضع «ما» في مسار مواجهة مع السلطات التي تريد إنهاء ما اعتبرته «دعماً خبيثاً» وهو يخاطر بإثارة غضب جديد بسبب دور علي بابا في حرب الأسعار.

إثبات وجود

يقود وو، مساعد جاك ما، أولوية الشركة الرئيسية، وهي السعي نحو الذكاء الاصطناعي العام، ففي فبراير تعهدت «علي بابا» بإنفاق أكثر من 380 مليار يوان على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ورغم أن تحقيق الربح على نطاق واسع من الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيد المنال إلا أن المجموعة تمكنت في أغسطس من تحقيق قفزة بنسبة 26% في إيرادات الحوسبة السحابية وهو أسرع معدل توسع ربع سنوي لها منذ سنوات.

وأسهم ذلك في دفع ارتفاع أسهمها لهذا العام إلى 88% عند إغلاق يوم الاثنين، على الرغم من أن قيمتها السوقية البالغة 380 مليار دولار أقل من نصف ذروتها.

اتخاذ القرار

رغم أن عودة «ما» عززت الثقة في توجه الشركة داخلياً إلا أنها جلبت أيضاً بعض التحديات. فقد قالت بعض المصادر المتابعة للأحداث: إن وجوده في المجموعة عقّد هيكلية التقارير في الشركة، إذ يعتبره بعض الموظفين صانع القرار الرئيسي في «علي بابا» ولكن في ذات الوقت ليس له منصب رسمي وقد ابتعد عن اتخاذ القرارات ذات التفاصيل الدقيقة.

ويرى البعض أن عودة «ما» ليست سوى محاولة أخيرة من أحد مؤسسي التكنولوجيا من الجيل الأول لاستعادة إرثه، وكغيره من موظفي علي بابا الأوائل، استوحى لقباً من أساطير «الكونغ فو» الخيالية وكثيراً ما كان يشبه مسيرته الريادية بمسيرة البطل.

0 تعليق