الخليج صف واحد في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في الـ15 من سبتمبر 2025 تحوّلت الدوحة إلى عاصمة القرار العربي والإسلامي، حيث اجتمع قادة الخليج والعرب والمسلمين في قمم متتالية هدفت إلى حشد الدعم لقطر، والتعبير عن رفض قاطع للعدوان الإسرائيلي الذي استهدفها في سابقة خطيرة هزّت وجدان المنطقة.

لقد كان انعقاد هذه القمم بمثابة رسالة تاريخية للعالم بأسره بأن قطر لم تُترك وحدها في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، وأن الاعتداء عليها هو اعتداء على كل بيت خليجي وعربي، وعلى كل شبر من أرض الأمة التي لن تسمح بانتهاك سيادتها دون رد سياسي ودبلوماسي صارم. لقد شدّدت كلمات القادة والزعماء على أن أمن الخليج واحد لا يتجزأ، وأن المساس بالدوحة هو مساس بالرياض والمنامة وأبوظبي والكويت ومسقط، بل وبكل العواصم العربية والإسلامية التي ترى في هذا العدوان تهديداً مباشراً للأمن القومي الجماعي. وفي هذا السياق برز الدور المحوري للمملكة العربية السعودية التي أكدت، من خلال حضورها الفاعل وموقفها الواضح، أن الرياض لن تسمح بزعزعة أمن المنطقة، وأنها تقف إلى جانب قطر كما تقف إلى جانب كل شقيق يتعرّض لتهديد أو ابتزاز. لقد جاء موقف المملكة ليعكس حقيقة ثابتة: أن السعودية هي عمود الاستقرار في الخليج، وصاحبة الكلمة المسموعة عربياً وإسلامياً، وأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقود مشروعاً واضحاً قوامه تعزيز التضامن الخليجي والدفاع عن المصير المشترك.

إن القمم التي شهدتها الدوحة لم تكن مجرد لقاءات بروتوكولية، بل تحوّلت إلى منصة لإعادة التذكير بأن الغطرسة الإسرائيلية بلغت حدّاً غير مسبوق من التمادي، وأن استهداف الدوحة ليس سوى فصل جديد في سياسة توسعية متغطرسة تهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. لقد أرادت إسرائيل من عدوانها أن تختبر تماسك الصف العربي، فجاء الرد من الدوحة حاسماً: وحدة الموقف أقوى من أن تُكسر، والخليج اليوم أكثر وعياً وصلابة في الدفاع عن أمنه. إن الرسالة التي خرجت من قطر إلى العالم كانت واضحة ومباشرة: لن يُسمح لإسرائيل بالتمادي أكثر في سياساتها العدوانية، ولن يقف العرب مكتوفي الأيدي أمام محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة. لقد برهنت هذه القمم أن صوت الحق إذا اجتمع لا يمكن أن يُهزم، وأن التضامن السياسي يبقى خطوة أساسية في مسيرة ردع المعتدي وإظهار أن للأمة كلمة موحدة تقف خلفها شعوبها. وهكذا خرجت الدوحة من هذا اليوم التاريخي أكثر قوة، فيما خرجت إسرائيل أكثر عزلة في المنطقة وعلى صعيد العالم، فالضمير العالمي لم يعد يستطيع تحمل مزيد من الدماء التي تسفكها إسرائيل في المنطقة برمتها وخصوصاً في قطاع غزة المكلوم. أما المملكة العربية السعودية فقد أثبتت مجدّداً أنها حامية الحمى وسند الأشقاء، وأنها مع قطر في خندق واحد، دفاعاً عن الخليج وعن الكرامة العربية التي لا تقبل المساومة.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق