في خطوة جديدة تعكس تصعيد السيطرة على المحتوى التعليمي، أعلنت الحكومة الطالبانية حظر تدريس جميع الكتب المؤلفة من قبل نساء في الجامعات الأفغانية، وفقاً لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم الخميس.
يأتي هذا القرار جزءاً من حملة أوسع لمراجعة الأدبيات الجامعية، حيث تم حظر نحو 680 كتاباً، منها 140 كتاباً كُتِبَتْ من قبل نساء، بالإضافة إلى منع تدريس 18 مادة دراسية تتعارض مع «مبادئ الشريعة وسياسات النظام»، كما ورد في الإرشادات الرسمية.
كتب غير مسموح بتدريسها
وأكد عضو في اللجنة المسؤولة عن مراجعة الكتب لم تكشف «بي بي سي» عن هويته أن «جميع الكتب المؤلفة من قبل النساء غير مسموح بتدريسها»، مشيراً إلى أن القرار يهدف إلى منع «التسلل الثقافي»، خصوصاً من خلال الكتب الإيرانية، حيث يشكل 310 من الكتب المحظورة إصدارات إيرانية.وأوضح زياور رحمان أريوبي، (نائب مدير أكاديمي في وزارة التعليم العالي التابعة للطالبان)، في رسالة موجهة إلى الجامعات أن القرارات صدرت عن «لجنة من العلماء الدينيين والخبراء»، وأنها تتوافق مع تفسير الطالبان للثقافة الأفغانية والشريعة الإسلامية.
ويعود هذا الحظر إلى سياق أوسع من الإجراءات التقييدية التي فرضتها طالبان منذ عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، بعد انسحاب القوات الأمريكية، ومنذ ذلك الحين، شهدت أفغانستان تدهوراً حاداً في حقوق المرأة والتعليم، حيث أصبحت النساء والفتيات هدفاً رئيسياً للسياسات المقيدة.
إغلاق دورات التمريض
وعلى سبيل المثال حظرت طالبان تعليم الفتيات منذ عام 2021، حيث يُمنَع على الفتيات الالتحاق بالمدارس الثانوية (بعد الصف السادس)، ما أدى إلى حرمان ملايين الفتيات من التعليم الثانوي والعالي، كما أُغْلِقَتْ دورات التمريض والقبالة للنساء في أواخر 2024، رغم أنها كانت من آخر الفرص التدريبية المتاحة لهن.وحتى الجامعات، التي كانت تسمح بدراسة النساء في بعض التخصصات تحت إشراف صارم، أصبحت الآن عرضة لمراجعات مستمرة. المواد المحظورة الآن تشمل ست مواد تتعلق بالنساء تحديداً، مثل «الجندر والتنمية»، «دور المرأة في الاتصال»، و«علم الاجتماع النسوي»، بالإضافة إلى مواضيع مثل حقوق الإنسان والتحرش الجنسي.
ووفقاً لتقارير منظمة الأمم المتحدة، أدت هذه السياسات إلى عزل أفغانستان عن المجتمع الأكاديمي العالمي، حيث يُجْبَرُ الأساتذة الآن على إعداد فصول دراسية خاصة بهم، مع مراعاة «القيود الطالبانية».
أخبار ذات صلة
0 تعليق