لم يتوقع بعض عملاء البنوك أن تتحول البطاقات الائتمانية، التي حصلوا عليها بعد وعود براقة من قبيل «مجانية» أو «فائدة صفرية للسنة الأولى»، إلى مصدر عبء مالي، فما بين رسوم غير معلنة، وشروط لم يتم توضيحها، وجد العملاء أنفسهم أمام واقع لم يكن في حسبانهم.
أوضح هؤلاء ل«الخليج» أنهم تلقوا عروضاً مغرية على بطاقات ائتمانية قدمت لهم على أنها بلا رسوم، الأمر الذي شجعهم على الموافقة الفورية والحصول عليها، لكنهم اكتشفوا لاحقاً أن الرسوم كانت تفرض تحت مسميات مختلفة، رغم تأكيد موظفي المبيعات لهم في البداية أن البطاقات مجانية تماماً. وقال خبيران مصرفيان إن بعض البنوك تقدم عروضاً ترويجية على البطاقات الائتمانية، أبرزها بطاقة بدون فوائد خلال السنة الأولى، أو إعفاء العميل من الرسوم السنوية عند إصدار البطاقة، غير أن هذه الامتيازات لها شروط محددة، لا يبرزها بعض موظفي المبيعات بشكل واضح، مثل اشتراط حد أدنى للإنفاق الشهري أو السنوي، أو ربط الإعفاء من الرسوم بالالتزام بعدد معين من العمليات.
بطاقات برسوم معينة
قال مجدي الريحاوي، الخبير المصرفي: «إن البنوك حين تعلن عن بطاقات مجانية، فإنها في الغالب تكون بالفعل كذلك، لكن الاختلاف يكمن في أنواع هذه البطاقات وما تحمله من مزايا، وعادةً ما تكون البطاقة المجانية هي الفئة الأدنى من البطاقات، والتي تقدم مزايا محدودة جداً برسوم معينة، كما قد يمنح البنك بطاقة أساسية مجانية للعميل، بينما تفرض الرسوم على البطاقات التابعة الأخرى، وأيضاً بعض البطاقات، تمنح مزايا أكبر، لكنها في المقابل تحمل رسوماً إضافية».
وأضاف: «هذا ما يسبب التباساً لدى بعض العملاء الذين يكتشفون الأمر لاحقاً، إذ يظنون أن مجانية البطاقة تسري على جميع البطاقات التي يحصلون عليها، بينما في الواقع ينطبق العرض على البطاقة الأساسية فقط».
وأشار إلى «أن مسؤولية الالتباس غالباً لا تقع على البنك، وإنما على إهمال العملاء مراجعة العقد وأحياناً الخلط بين الشروط، إلى جانب طريقة تعامل بعض موظفين المبيعات، فموظفون يشرحون للعميل جميع التفاصيل منذ البداية، بينما آخرون يكتفون بالتركيز على المزايا الأساسية»
سبب رئيسي للشكاوى
أوضح الريحاوي أن «هناك بعض البنوك تقدم بطاقات «فائدة صفرية للسنة الأولى»، وهو ما تعلنه في عروضها، وعندما يأتي موعد تجديد البطاقة بعد عام، يتفاجأ بعض العملاء بفرض رسوم سنوية، فيتذكرون فقط أن البطاقة قدمت لهم على أنها مجانية، وينسون أن الإعفاء كان للسنة الأولى فقط، هذه النقطة هي السبب الرئيسي وراء تكرار الشكاوى».
وأكد «أن البنوك تكتب جميع الشروط والأحكام الخاصة بالبطاقات الائتمانية بوضوح على طلب الحصول على البطاقة، إذ إنها ملزمة قانونياً بالإعلان عنها وإبرازها للعميل، ولكن المشكلة تكمن في أن معظم العملاء لا يقرؤون هذه الشروط، بل يكتفون بالتوقيع بسرعة، بعد ملء البيانات الأساسية، الأمر الذي يجعلهم عرضة لمفاجآت غير متوقعة عند تجديد البطاقة، أو عند انتهاء فترة العروض المجانية»
امتيازات بشروط محددة
قال مالك عبد الكريم، الخبير المصرفي: «إن بعض البنوك تقدم عروضاً ترويجية على البطاقات الائتمانية، بهدف جذب عملاء جدد، أبرزها بطاقة بدون فوائد خلال السنة الأولى، أو إعفاء العميل من الرسوم السنوية عند إصدار البطاقة، غير أن هذه الامتيازات لها شروط محددة، لا يبرزها موظفي المبيعات بشكل واضح، مثل اشتراط حد أدنى للإنفاق الشهري أو السنوي، أو ربط الإعفاء من الرسوم بالالتزام باستخدام البطاقة في عدد معين من العمليات».
وأضاف: «هذه التفاصيل تكتب في العقود، ولكن العملاء ينجذبون إلى العبارات التسويقية الجذابة أكثر من قراءتهم للعقد، إذ إن التسويق المصرفي يعتمد بصورة كبيرة على العبارات الجذابة، التي تركز على إبراز المزايا المجانية».
وأوضح «أن كثيراً من العملاء يخلطون بين الفوائد والرسوم، فمجرد سماعهم أن البطاقة بلا فوائد يجعلهم يظنون أنها بلا كلفة أو رسوم نهائياً، لكن الواقع أن كل بطاقة تحمل رسوماً مختلفة، سواء كانت رسوم تأخير في السداد، أو رسوم سحب نقدي، كما أن بعض البنوك قد تمنح بطاقة رئيسية مجانية للعميل، وأخرى إضافية لأحد أفراد أسرته، ولكنها تكون خاضعة لرسوم معينة».
ثقافة التوقيع السريع
أشار عبد الكريم إلى «أن موظف المبيعات يسعى إلى تحقيق أهدافه البيعية، فيقنع العميل بالحصول على بطاقة ذات مزايا أوسع، لكنها تكون مرتبطة برسوم سنوية أو شهرية».
ولفت إلى «أن ثقافة التوقيع السريع دون قراءة التفاصيل تجعل العملاء أكثر عرضة لهذه المفاجآت، والكثير منهم يعتبر أن قراءة العقد مضيعة للوقت، بينما هي الضمان الحقيقي الوحيد لحقوقهم».
ونصح بضرورة قراءة العقد كاملاً قبل التوقيع، وعدم التسرع بسبب ضغط الموظف، إلى جانب طرح أسئلة محددة مثل: هل هناك رسوم إصدار، وهل هناك رسوم سنوية بعد السنة الأولى، وما قيمة رسوم السحب النقدي؟ والاحتفاظ بنسخة من العقد للرجوع إليها عند الحاجة، بالإضافة إلى تجنب الانجذاب فقط للعروض الترويجية، والتركيز على الشروط المكتوبة.
0 تعليق