«من تحت الركام خرج صوته».. «يوسف» لاعب فلسطيني أبكى العالم واستجاب له ناد إيطالي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
black-shawla.png

03:51 م | الجمعة 10 أكتوبر 2025

«من تحت الركام خرج صوته».. «يوسف» لاعب فلسطيني أبكى العالم واستجاب له ناد إيطالي

يوسف جندية

على ركام غزة، وبعد أن تحولت الملاعب إلى أطلال، والكرات إلى رماد، خرج صوت يوسف جندية، لاعب كرة قدم فلسطيني لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره، يصرخ بالوجع، فبعد أن كان نجما في صفوف نادي شباب جباليا، يرتدي القميص رقم 7، ويجري خلف أحلامه كما يجري خلف الكرة التي أحبها منذ طفولته، قلبت الحرب المشهد، دمرت الملعب، وسوت بيته بالأرض، وسلبت منه زملاءه الذين رحلوا واحدا تلو الآخر، لم يتبقَ له سوى هاتف محمول، وذكرى آخر مباراة خاضها قبل أن تشتعل السماء من فوقه بالقنابل.

«يوسف» لاعب فلسطيني أبكى العالم

16508721491760093486.jpg

9129348501760093485.jpg

وفي لحظة يأس، كتب يوسف منشورا مؤلما عبر صفحته الشخصية على منصة «فيسبوك»، قال فيه: «كنت لاعبا في أكاديمية الهلال، ثم انتقلت للفريق الأول، واليوم لم أعد أملك حتى كرة ألعب بها، كل ما أريده أن أخرج لأعيش وألعب من جديد، ولم يبقَ شيء في غزة، كل ما تبقى لنا هو الأمل، وأملي هو اللعب، وأعلم أن لديّ إمكانيات وشخصية جيدة، وإذا كنت بحاجة إلى لاعب كرة قدم، فاخترني، إنها فرصتي الوحيدة للنجاة من الحرب».

كانت كلماته أشبه بصرخة إنسانية من بين الأنقاض، فانتشرت كالنار في الهشيم، وتناقلها الآلاف عبر منصات التواصل الاجتماعي، حتى وصلت إلى أوروبا، ليسمع نادي سيبيلا الرياضي صوته، ويستجيب إلى ندائه، ملعنا أنه على استعداد لاستضافة يوسف ومنحه فرصة للعب ضمن صفوفه.

من غزة وصلنا صوت شاب يحلم فقط بأن يلعب

على إذاعة نابولي المركزية، وخلال برنامج «ركلة على الراديو»، قال لويجي إليانو، رئيس نادي سيبيلا باكولي، إنه على استعداده لاستقبال لاعب كرة القدم الفلسطيني يوسف جندية في فريقه، وقد اتخذ الدبلوماسيون إجراءات بالفعل: «من غزة وصلنا صوت شاب يحلم فقط بأن يلعب، نحن نمد أيدينا إليه، وسنعمل مع وزارة الخارجية الإيطالية لتحقيق حلمه»، لتتحول قصة يوسف إلى عنوان عالمي عن الأمل وسط الدمار، وأصبح رمزاً لجيل بأكمله يرفض أن تُدفن أحلامه تحت الركام.

«يوسف» أصبح لا ينتظر صدقة ولا تعاطفاً، بل ينتظر فقط تأشيرة حلم تعيده إلى الميدان، ليكمل المباراة التي أوقفها القصف، ومن خلف جدران غزة المهدّمة، ما زال صوته يعلو: «أنا لاعب، واللاعب لا ينسحب قبل صافرة النهاية، معبراً عن سعادته باستجابة النادي: «أنا سعيد لأن الناس يتحدثون عني، نعيش أوقاتا عصيبة، كل صباح أبحث أنا وإخوتي عن الماء والطعام للبقاء على قيد الحياة، نقضي فترة ما بعد الظهر في جمع ما نجده بين الأنقاض لإشعال النار ليلاً».

0 تعليق