01:13 م | الخميس 30 أكتوبر 2025
التوأم حسام وإبراهيم حسن رفقة هشام عبد الرسول
من بين قصص لا تُنسى في ذاكرة الكرة المصرية، تظل حكاية هشام عبد الرسول، من أكثر القصص الإنسانية والإلهامية تأثيرًا، مسجلة قصة نجم صعد بسرعة الصاروخ إلى قمة المجد، ثم أوقفت إصابة قاسية مسيرته، قبل أن يحقق الحلم الأكبر.
من المنيا للمنتخب.. بداية حلم هشام عبد الرسول
في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، كان منتخب مصر يستعد لخوض تصفيات كأس العالم 1990، حين قرر الراحل محمود الجوهري المدير الفني للفراعنة -آنذاك-، ضم لاعب مغمور من نادي المنيا اسمه هشام عبد الرسول، في وقت كان المنتخب يعتمد عادة على لاعبي الأهلي والزمالك، مع بعض الأسماء القليلة من الأندية الأخرى.
لم يكن أحدا يتوقع أن يصبح ابن الصعيد، أحد أبرز نجوم التصفيات، لكن المفاجأة حدثت، فقد سجل هشام 3 أهداف من أصل 7 أحرزها المنتخب، ليقود مصر نحو التأهل إلى المونديال، بعد فوزها التاريخي على الجزائر، بهدف نظيف في القاهرة.
عاد هشام إلى المنيا بطلًا قوميًا، استقبلته جماهير بلده استقبال الأبطال، وتسابقت أندية القمة للتعاقد معه، كانت الحياة تبتسم له، والمستقبل يبدو واعدًا، خاصة بعد أن حصل على مكافأة التأهل، إذ شارك في سبع مباريات من أصل ثمانية.
حادث مأساوي يقلب حياة هشام عبد الرسول
لكن القدر كان يخبئ نهاية مختلفة، بعد أيام قليلة من العودة إلى بلدته للاحتفال مع الأهالي، تعرض هشام لحادث سير مروع، أدى إلى تهتك عضلات ساقه وتفتت عظامها، إذ قال لاحقًا في أحد اللقاءات: «كتب الله لي الحياة من جديد، الحمد لله على كل حال».

رغم الإصابة، لم ينسه الجوهري، فدعاه للانضمام إلى معسكر المنتخب، استعدادًا للمونديال لرفع روحه المعنوية، إلا أن الأطباء أكدوا أن العودة للملاعب تحتاج إلى أكثر من ثلاث سنوات.
هنا قرر الجوهري أن يكون تكريمه على طريقته الخاصة، إذ اصطحبه مع بعثة المنتخب إلى إيطاليا، ثم عاد الجميع إلى المنيا، لإقامة مباراة اعتزاله وسط أهله، إذ أراد مدرب الفراعنة أن يكون التكريم في المكان الذي بدأ منه كل شيء.
هكذا انتهت مسيرة هشام عبد الرسول القصيرة، لكنها بقيت خالدة في ذاكرة المصريين، ليس فقط لأنه سجل ثلاثة أهداف فتحت طريق المونديال، بل لأنه كان رمزًا للحلم الذي لم يكتمل.
وعندما يتذكر جيل الثمانينات تلك التصفيات، يرنّ في آذانهم صوت المعلق ميمي الشربيني، قائلًا: «هشام عبد الرسول.. يفض الاشتباك بينا وبين مالاوي، نجم المنيا الصاعد يشوط قنبلة تسكن الشباك».

0 تعليق