يعيش ريال مدريد واحدة من أكثر فترات الاضطراب تعقيدًا في تاريخه الحديث، بعدما دخل النادي في مرحلة حقيقية من فقدان الثقة بين كل أركانه، حيث لم يعد المدرب يثق في لاعبيه، ولا اللاعبون يشعرون بالأمان مع الإدارة، بينما يقف فلورنتينو بيريز وسط العاصفة يخشى أن تتوجه الأصابع نحوه في لحظة الانفجار. الأزمة باتت واضحة المعالم، وباتت لها أسماء محددة تُشير إلى جذور الفشل الذي يضرب الفريق.
تشابي ألونسو
وصل تشابي ألونسو إلى ريال مدريد بطموح واضح: إعادة هوية لعب واضحة ومنح الفريق أسلوبًا ثابتًا طالما افتقده. لكن مع مرور الوقت، وجد نفسه يسير في طريق مشابه لما واجهه كارلو أنشيلوتي الموسم الماضي، عندما اضطر للانحناء أمام نفوذ كبار لاعبي الفريق. وبعد السقوط أمام مانشستر سيتي، اختفت كل الأعذار؛ فاللاعبون لم يظهروا استعدادًا للركض أو الالتزام، والفريق أصبح بلا شخصية ولا خطة لعب واضحة، مما زاد الضغط على المدرب وأفقده السيطرة داخل غرفة الملابس.
فينيسيوس ورفاقه
فينيسيوس، ومعه بيلينغهام وفالفيردي، أصبحوا جزءًا من المشكلة بعد أن تقوّضت سلطة المدرب بسببهم. النجم البرازيلي تحديدًا يعيش تراجعًا كبيرًا في الأداء، بعد أن كان أحد أبرز المرشحين للكرة الذهبية، ليصبح الآن من أسوأ لاعبي الموسم، وسط أحاديث متزايدة عن توتر علاقته بزملائه. ما حدث في الكلاسيكو، حين تفوق فينيسيوس على المدرب وكسر سلطته، كان نقطة تحوّل اعتبرها الكثيرون بداية الانفجار.
ماستانتونو
التعاقدات الجديدة أصبحت هي الأخرى عنوانًا للفشل. فالتعاقد مع أسماء مثل هويسين، ترينت، كاريراس، وغيرهم، لم يضف أي قيمة حقيقية للفريق، ولم يعالج الثغرات الفنية الواضحة. فبدلًا من ضم لاعب بحجم توني كروس أو من يقوم بدوره، ذهب النادي لخيار لاعبين لا يمنحون الفريق أي إضافة تُذكر.
فلورنتينو بيريز
بيريز، الذي كان يمتلك فريقًا ومدربًا قادرين على الفوز بكل شيء، اختار طريقًا غيّر معادلة النادي بالكامل. إصراره على جلب مبابي تسبب في هزّ التوازن داخل غرفة الملابس، وإثارة مشاعر الأنانية، وفتح الباب أمام صدامات داخلية لم تُغلق حتى الآن. والنتيجة: لا فريق متماسك ولا مدرب قوي يمكنه السيطرة على الوضع.
الأزمة في مدريد لم تعد مجرد تراجع في النتائج، بل سلسلة مترابطة من الأخطاء والقرارات والصدامات التي قادت النادي إلى مرحلة غير مسبوقة من التفكك.
