كشفت أبحاث حديثة عن أن استخدام مواد متطورة في تصنيع بدلات الغوص يمكن أن يوفر حماية أفضل للغواصين وراكبى الأمواج وغيرهم من محبى الأنشطة البحرية، من التعرض للسعات قناديل البحر أو حتى عضّات القروش، التي قد تكون قاتلة في بعض الحالات.
تعتمد هذه البدلات على تصميم يجمع بين النيوبرين خفيف الوزن والقابل للانكماش، إلى جانب أقمشة قوية ومتينة قادرة على مقاومة الجروح والثقوب التي تسببها بعض أنواع القروش المفترسة مثل قرش النمر والقرش الأبيض الكبير، وهما النوعان المسؤولان عن أغلب الهجمات غير المبرّرة.
ووفقًا لتقريرٍ نُشر فى مجلة ساينس نيوز، أجرى باحثون من جامعة فليندرز في أديلايد أستراليا تجارب ميدانية لاختبار فعالية بدلات غوص جديدة مقاومة لعضّات القروش البيضاء والنمرية، وهما النوعان الأكثر تسببًا فى الحوادث البحرية.
ورغم أن عدد حوادث عضّ القروش حول العالم لم يشهد زيادة كبيرة خلال السنوات الماضية، إلا أن القلق العام بشأنها ما زال مرتفعًا بين الناس، ما دفع الباحثين إلى تطوير حلول تقلل من خطر الإصابات الخطيرة عند وقوع الهجمات.
وركزت الدراسة على اختبار أربع مواد مختلفة مقاومة للعضّ، تم تصميمها بحيث يمكن دمجها في بدلات الغوص التقليدية دون التأثير على مرونة الحركة أو الطفو.
أحد النماذج الأولية تضمّن قطعًا صغيرة من البريد المتسلسل داخل وسادات مرنة تغطي مناطق الشرايين الحيوية، بينما استخدمت نماذج أخرى ألياف كيفلر والبولي إيثيلين النانوية، وهما مادتان معروفتان بمتانتهما وخفة وزنهما.
نتائج واعدة في اختبارات القروش
ولاختبار الأداء، استدرج الباحثون مجموعة من القروش لتعضّ عينات من المواد الجديدة المثبتة على حزم عضّ عائمة في الماء ، وقد أظهرت النتائج أن البدلات المحسّنة تعرضت فقط لتشوهات سطحية طفيفة، في حين أن بدلات النيوبرين التقليدية أصيبت بثقوب عميقة نتيجة قوة الفك.
تقليل النزيف وإنقاذ الأرواح
وأوضح الباحثون أن هذه البدلات المتطورة لا يمكنها منع القوة الهائلة لفك القرش تمامًا، لكنها قادرة على تقليل النزيف الكارثي الذي يُعد السبب الرئيسي للوفاة في معظم حوادث القروش النادرة.
كما أوصى الخبراء بدمج هذه التقنية الجديدة مع وسائل الأمان الحالية، مثل أجهزة طرد القروش الإلكترونية وبرامج التوعية العامة، لتحقيق حماية شاملة وتحسين فرص النجاة في البيئات البحرية.
0 تعليق