أبل تستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد فى ساعتى Apple Watch Ultra 3 وSeries 11 لحماية البيئة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حققت آبل ما حلم به الكثيرون في صناعة التكنولوجيا، وهو استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد ليس فقط للنماذج الأولية، بل للإنتاج الضخم أيضًا، وهي تفعل ذلك على نطاق واسع، باستخدام التيتانيوم المُعاد تدويره، في أحدث أجهزتها القابلة للارتداء، Apple Watch Ultra 3 وApple Watch Series 11.

 

ويُمثل هذا نقلة نوعية في كيفية تصنيع الأجهزة المتميزة، فقد تمكنت آبل من طباعة ملايين هياكل الساعات المتطابقة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام مسحوق التيتانيوم المُعاد تدويره بنسبة 100% والمُستخدم في صناعة الطائرات، وهي خطوة تُشير التقارير إلى أنها تُقلل استخدام المواد الخام إلى النصف تقريبًا.

قصة نجاح آبل في الطباعة ثلاثية الأبعاد
 

داخل آبل، لم يبدأ هذا التحول كخطة مُتقنة، بل كسؤال جريء: هل يُمكن للطباعة ثلاثية الأبعاد أن تحل محل تصنيع المعادن التقليدي في المنتجات الراقية؟ بمجرد تحديد هذا التحدي، بدأت فرق التصميم وعلوم المواد والهندسة البيئية في الشركة أشهرًا من إعداد النماذج الأولية السريعة والاختبارات.

وكان الهدف بسيطًا ولكنه طموح، وهو ضمان أن تبدو العلب الجديدة المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مختلفة تمامًا عن سابقاتها المزورة، وكان لا بد أن يتماشى كل هذا مع رؤية آبل لعام 2030، وهو هدف الشركة البيئي الشامل لتحقيق الحياد الكربوني في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية العقد.

 

كيف تُعيد آبل تعريف تصنيع التيتانيوم؟

تقليديًا، تُصنع علب الساعات المعدنية من كتل التيتانيوم الصلبة، تُنتج هذه العملية الطرحية كميات كبيرة من الخردة المعدنية، والتي لا يُمكن إعادة استخدام الكثير منها بكفاءة، وفي المقابل، يُبني نهج آبل الجديد، المعروف بالتصنيع الإضافي، كل علبة طبقةً تلو الأخرى من مسحوق التيتانيوم، أي أكثر من 900 طبقة إجمالًا، حتى يكتمل الشكل.


لكن هذا ليس تيتانيومًا عاديًا، إذ يبلغ قطر كل جسيم من مسحوق آبل المُخصص حوالي 50 ميكرون، أي أرق من شعرة الإنسان، ويحتوي على مستويات أكسجين مُتحكم بها بدقة لضمان سلوكه المُتوقع عند تعرضه لأشعة الليزر أثناء عملية الطباعة. يصف مهندسو آبل هذا بأنه أحد أصعب التحديات التي واجهوها في علم المواد.


بمجرد الطباعة، تمر العلب بعملية إنتاج متعددة الخطوات، حيث تُزال المساحيق، وتُقطع بسلك ساخن، وتُصقل، وتُفحص بدقة، ثم تُجمع باستخدام اختبارات آبل القياسية للمتانة ومقاومة الماء، حتى أن الشركة استخدمت عملية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتحسين القوام الداخلي لتحسين إحكامه حول الهوائيات وأجهزة الاستشعار.

 

وقد أتت هذه التقنية الجديدة بثمارها بالفعل، إذا تقول آبل إن هذا التحول وفّر أكثر من 400 طن متري من التيتانيوم الخام هذا العام وحده، وهو انخفاض كبير في كل من نفايات المواد والانبعاثات، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد وجد مسحوق التيتانيوم المُعاد تدويره نفسه مكانًا آخر وهو  غلاف منفذ USB-C المطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في هاتف iPhone Air الجديد، إنها علامة واضحة على أن تجربة آبل مع الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام التيتانيوم قد تحولت إلى استراتيجية تصنيع طويلة الأمد.

 

بالنسبة لشركة آبل، هذه ليست مجرد حيلة إنتاجية جديدة، بل هي إعلان عن مستقبل التصميم، بإتقانها فن الطباعة ثلاثية الأبعاد واسعة النطاق، فتحت الشركة آفاقًا جديدة للتصنيع المستدام، حيث تكون المنتجات أخف وزنًا على الكوكب، لكنها لا تقل فخامةً في متناول اليد.
 

 

0 تعليق