صفقات بالمليارات لتبريد مراكز بيانات الذكاء الاصطناعى.. الحرارة تصبح سلعة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يشهد العالم ازدهاراً كبيراً في مراكز البيانات، مع زيادة الشركات في الاستعانة بمصادر خارجية لتخزين المعلومات وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي، الذي يستهلك طاقة كبيرة، مما يخلق تحدياً أساسياً للصناعة، حول كيفية الحفاظ على برودة هذه المراكز.

وقد سلط تعطل أنظمة التداول لدى أكبر مشغل بورصات في العالم، CME Group، يوم الخميس الماضي، الضوء على مشكلة ارتفاع حرارة مراكز البيانات، حيث توقف التداول على منصتها الشهيرة للعملات وكذلك في عقود العملات والسلع والسندات والأسهم، نتيجة لمشكلة تبريد في مراكز البيانات التي تديرها شركة CyrusOne، ومقرها دالاس، والتي تشغل أكثر من 55 مركزاً في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وقالت الشركة يوم الجمعة إن فرق الهندسة كانت في الموقع قرب شيكاغو لإعادة تشغيل نظام التبريد.

وتتطلب الخوادم عالية القدرة للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية كميات هائلة من الطاقة، ما ينتج حرارة قوية غالباً ما تتجاوز قدرة أنظمة التبريد التقليدية على التعامل معها، حيث تحتوي مراكز البيانات على رفوف مكدسة بالخوادم تعمل باستمرار وتستهلك طاقة هائلة، ومع ارتفاع حرارتها تحتاج إلى تبريد دائم.

وقال دانييل ميوتون، شريك في مكتب المحاماة Slaughter and May: "الشرائح الموجودة في هذه المراكز تحتاج إلى البقاء ضمن درجات حرارة معينة، وإلا فإنها قد تتعطل أو تتوقف عن العمل."

وتتجه المزيد من مراكز البيانات لاستخدام الماء أو المبردات المتخصصة بدلاً من تبريد الهواء، إذ يمكن أن يكون التبريد بالسائل أكثر كفاءة بمقدار 3000 مرة في إزالة الحرارة مقارنة بالهواء، ومع ذلك قد يخلق التبريد بالسائل تحدياته الخاصة، بما في ذلك التسرب المحتمل والتآكل والحاجة إلى صيانة متخصصة، كما يمكن أن يكون كثيف الاستهلاك للماء.

وتبحث الشركات عن طرق لتقليل استخدام المبردات الخارجية، ففي العام الماضي، أطلقت مايكروسوفت تصميم مركز بيانات جديد يستهلك صفر مياه للتبريد، حيث تعيد التكنولوجيا الجديدة تدوير المياه في حلقة مغلقة بين الخوادم ووحدات التبريد لتبديد الحرارة دون الحاجة إلى مصدر مياه جديد، كما توجد أنظمة لاستعادة وإعادة استخدام الحرارة المهدرة من مراكز البيانات.


وأوضح ميوتون أن انقطاعات مراكز البيانات بشكل عام "نادراً ما تحدث"، بسبب الشروط التعاقدية التي تلزم المشغلين بالحفاظ على التشغيل المستمر بنسبة تقارب 99.99%، ومع أن الانقطاعات نادرة بشكل عام، فإن المشاكل المرتبطة مباشرة بأنظمة التبريد تُعد أكثر ندرة، وأضاف ميوتون "ما أسمع عنه غالباً يتعلق بمشكلات الطاقة بشكل واضح."

وأدى الطلب العالمي المتزايد على مراكز البيانات إلى موجة من الصفقات والاستثمارات في هذا القطاع، في سباق لتوسيع القدرة لتلبية احتياجات الطاقة والتبريد المتصاعدة.

وتقدر شركة المحاماة White and Case أن نحو 40% من إجمالي استهلاك الطاقة في مراكز البيانات يُخصص لتبريدها، مما يجعل هذا النشاط سوقاً ضخماً بحد ذاته.

وفي نوفمبر، أعلنت شركة إدارة الطاقة Eaton عن شراء أعمال شركة Boyd Corporation في مجال التبريد الحراري من Goldman Sachs Asset Management مقابل 9.5 مليار دولار، في خطوة لتلبية الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي، كما دخلت شركة Vertiv في صفقة بقيمة مليار دولار لشراء PurgeRite Intermediate لتوسيع خدمات التبريد بالسائل.

0 تعليق