أطلقت غرفة صناعة عمان مشروع تمكين الصناعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بالشراكة مع المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (جيدكو)، وشركة إتقان المستقبل، ووكالة التعاون الدولي الألماني (GIZ).
وقال رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير في بيان اليوم الأربعاء، إن القطاع الصناعي، الذي تشهد صادراته نموًا كبيرًا، يواجه عددًا من التحديات المتمثلة في الحاجة إلى تعزيز تنافسيته من خلال تخفيض تكاليف الإنتاج والطاقة، وتطوير الأداء والإنتاجية في مجالات التخطيط، ومنظومة الإنتاج، والتحول الرقمي، والأتمتة، والتسويق الإلكتروني، وتطوير الصادرات.
وأوضح الجغبير أن المشروع يأتي تجاوبًا مع هذه التحديات، ومساهمة في تحقيق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي، بالإضافة إلى السياسة الصناعية التي أطلقتها وزارة الصناعة والتجارة والتموين، مؤكدًا أن المشروع يشكّل أنموذجًا لتضافر جهود المؤسسات الوطنية، وإيجاد آليات الدعم الفني والمالي اللازمة لتطوير جاهزية القطاع الصناعي الأردني وتحفيزه نحو تبنّي حلول الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف أن المشروع، الذي ستقوم بتنفيذه الغرفة بالشراكة مع مركز إتقان المستقبل للثورة الصناعية الرابعة، والذي يُعدّ أنموذجًا لاستدامة المشروع الممول سابقًا من الاتحاد الأوروبي "مركز الابتكار الأردني للثورة الصناعية الرابعة (InJo4.0)"، سيتضمن حزمة متكاملة من الخدمات وفرص الدعم الفني والمالي للمصانع في مجال التحول الرقمي وحلول الثورة الصناعية الرابعة، من خلال بناء القدرات والتدريب، والاستشارات الفنية المتخصصة، وإعداد خطط التطوير، والدعم الفني، والمنح المالية المخصصة لتطبيق هذه الحلول.
من جانبها، أكدت الأمينة العامة لوزارة الصناعة والتجارة والتموين دانا الزعبي، أن الوزارة تؤمن بأهمية تعزيز الشراكة مع غرف الصناعة لتمكين قطاع الصناعة وتعزيز تنافسيته.
وأشارت الزعبي إلى أن البرنامج يأتي في إطار دعم السياسات والاستراتيجيات الوطنية من خلال التركيز على القطاعات ذات الأولوية، وفي مقدمتها القطاع الهندسي، إضافة إلى القطاعات التي تعزز الصادرات الأردنية، التي حققت نموًا غير مسبوق بلغ 8.5% خلال الفترة من بداية العام وحتى نهاية تموز الماضي، بما يعكس مكانة الصناعة الوطنية وقدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية.
وبيّنت أن البرنامج يجسد خطوة نوعية نحو التصنيع الذكي ومواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، من خلال تنفيذ مشترك بين غرفة صناعة عمان و"جيدكو"، بهدف مساعدة الشركات الصناعية على تطوير منتجاتها ورفع القيمة المضافة باستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات، إلى جانب تسريع رقمنة العمليات الإنتاجية وتهيئة المصانع للانتقال إلى أنظمة إنتاج أكثر كفاءة ومرونة، فضلاً عن تدريب وتأهيل المهندسين والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات.
وأكدت الزعبي أن الوزارة تأمل من خلال دعمها لهذا المشروع تعزيز مكانة الأردن عالميًا في مجال الثورة الصناعية الرابعة، من خلال الجهود الحثيثة لتحسين موقع المملكة في مجالات الابتكار والتحول الرقمي، مشيرة إلى أن المؤشرات الدولية تشير إلى تقدم الأردن إلى المرتبة 49 عالميًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي لعام 2024، بعد أن كان في المرتبة 55 في 2023، كما قفز إلى المرتبة 65 عالميًا في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2025 مقارنة بالمرتبة 73 في العام الماضي.
من جهته، أشار نائب رئيس برنامج "طرق مبتكرة لدعم التشغيل من خلال تنمية القطاع الخاص (I-PSD)" زياد المعايطة، إلى أن البرنامج المدعوم من وكالة التعاون الدولي الألماني سيتولى تنفيذ برنامج استشاري لخدمات الثورة الصناعية الرابعة، وتقديم دعم فني لتنفيذ الحلول في هذا المجال.
وقدّم مدير مركز إتقان المستقبل المهندس عمر كمال نبذة عن الخدمات التي يقدمها المركز ودوره في المشروع، والمتمثل في تقديم التدريب والاستشارات واحتضان الرياديين بالتعاون مع الغرفة.
وشهد حفل الإطلاق عرضًا لقصص نجاح لشركات صناعية طبقت حلول وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، إلى جانب إطلاق الدعوة للاستفادة من برنامج الخدمات الاستشارية في هذا المجال، وشرح آليات تعبئة طلبات الاستفادة، قدّمه كل من مدير المشروع باسل الحسن، ومديرة دائرة تكنولوجيا المعلومات في الغرفة المهندسة لينا الحشكي، المقيم الرسمي لمؤشر جاهزية التصنيع الذكي (SIRI)، والمهندسة سيما العوران من "جيدكو" التي عرّفت ببرنامج الدورات التدريبية في مجال حلول وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
0 تعليق