Published On 9/10/20259/10/2025
|آخر تحديث: 13:20 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:20 (توقيت مكة)
حذرت دراسة حديثة من أن شرب المياه المعبأة في الزجاجات البلاستيكية قد يعرّض الإنسان لمستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة، التي تستقر في الأعضاء الحيوية، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان.
وكشف باحثون في الدراسة التي أجرتها جامعة كونكورديا في كندا عن وجود مستويات مقلقة من التلوث الناجم عن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في المياه المعبأة، قد تتسلل إلى الجسم وتستقر في الأعضاء الحيوية.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوذكرت الدراسة أن الأشخاص الذين يشربون المياه المعبأة بانتظام يبتلعون ما يقارب 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق إضافي سنويا مقارنة بمن يعتمدون ماء الصنبور.
وأشارت إلى أن هذه الجسيمات المجهرية يمكنها اختراق أنسجة الجسم والوصول إلى الأعضاء الحيوية، وقد تم العثور على هذه الجسيمات في أنسجة الرئة والمشيمة وحليب الأم وحتى الدم.
وحسب دراسة نشرت في مجلة "طبيعة" (Nature)، تمكن البلاستيك النانوي أيضا من اختراق الأغشية الخلوية والوصول إلى المخ، الذي احتوى على ما يصل إلى 30 ضعفا من تلك الجسيمات أكثر من الكبد والكلى.
وقد رُبطت الجسيمات البلاستيكة الدقيقة والنانوية في دراسات سابقة أيضا بحالات الالتهاب المزمن، الاضطرابات الهرمونية، وأمراض القلب والتلف العصبي والعقم.
وأظهرت الأبحاث أن هذه الجسيمات، التي يقل حجمها عن ميكرومترين، قد تنتقل بسهولة إلى الجسم عبر الطعام والماء، مشيرة إلى أنها تتشكل أثناء التصنيع والتخزين والنقل، ما يعني أن استهلاك المياه المعبأة يضع هذه الجسيمات مباشرة في الجسم، بدون المرور بعملية الترشيح الطبيعية.
وكلما تعرضت تلك العبوات البلاستيكية للحرارة أو لأشعة الشمس أو لكثرة اللمس، أطلقت مزيدا من الجزيئات البلاستيكية التي تختلط بالمياه ليشربها المرء في نهاية المطاف.
وفي دراسة أخرى، وجد باحثون أن البلاستيك الدقيق يمكن أن يغير ميكروبيوم الأمعاء، وهو نظام معقد من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش في الأمعاء وتلعب دورا حيويا في الهضم والمناعة والاستقلاب.
إعلان
ويرتبط ذلك بزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء والاكتئاب، واعتبر الباحثون هذه النتائج أول دليل بشري يربط بين الجسيمات البلاستيكية الدقيقة وتغيرات صحية في الأمعاء.
وتؤكد الدراسات أن كل شخص يبتلع 5 غرامات من البلاستيك أسبوعيا، وهو ما يوازي تقريبا وزن بطاقة ائتمان. ويتراوح حجم الجزيئة الواحدة ما بين نانومتر مكعب واحد، و5 ملِّيمترات مكعبة، وهي بمعظمها ناتجة عن تفكّك قطع أكبر من البلاستيك بفعل مرور الزمن أو الحرارة أو الرطوبة وغيرها من العوامل الطبيعية.
وعلى عكس المواد الطبيعية مثل الخشب والورق، لا يتحلل البلاستيك تماما، فعندما ينتهي به المطاف في مكب النفايات، يتفكك إلى تريليونات من القطع والجزيئات المجهرية التي تأخذها الرياح والمياه إلى كل مكان تقريبا، وتسلل هذه الجزيئات إلى الهواء وأنظمة المياه، كما تستهلكها الكائنات الحية التي يتغذى عليها الإنسان.
وتشير التقديرات إلى أن العالم ينتج سنويا ما بين 450 و460 مليون طن من البلاستيك، ومن المنتظر أن يصل الإنتاج العالمي من البلاستيك 1.1 مليار طن بحلول عام 2050. وتشير إحصائيات إلى أن 1.8 تريليون قطعة بلاستيكية تطفو على مياه المحيطات والبحار والأنهار.
ويمثل البلاستيك المستخدم في التعبئة والتغليف حوالي 36% من إجمالي الإنتاج، في حين يتم التخلص من حوالي نصف هذه المواد البلاستيكية الجديدة بعد استخدام واحد فقط.
ويعد الوقود الأحفوري المصدر الرئيسي للبلاستيك، ويبلغ عدد المواد المستخدمة في تصنيعه نحو 16 ألف مادة، منها 4 آلاف و200 مادة سامة أو مضرة بالصحة تعرف باسم "الملوثات الأبدية"، وهو ما يؤكد خطورة التلوث البلاستيكي على البيئة والمناخ، وصحة الإنسان.
0 تعليق