عاجل

ليس ترفًا بل استراتيجية: الشلوي يصف مباراة بنغازي بأنها «استثمار في صورة ليبيا» - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشلوي: مباراة أتلتيكو–إنتر «استثمار في صورة ليبيا» لا مجرد حدث رياضي

لماذا يتجاوز الحدث حدود الرياضة؟
قال الدكتور منصف الشلوي إن تنظيم مباراة بين أتلتيكو مدريد الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي في ملعب بنغازي لا يُعدّ ترفًا ولا «مضيعة للوقت والمال»، بل «استثمارًا استراتيجيًا في صورة ليبيا ومستقبلها الاقتصادي»، موضحًا أن استضافة فعاليات دولية بهذا الحجم لا تتم إلا في ظل حدّ أدنى من الاستقرار الأمني واللوجستي والتنظيمي، وهي «إشارة استقرار» يقرأها المستثمرون عند تقييم المخاطر.

مؤشرات ما قبل 2011 وما بعدها
أوضح الشلوي أن متوسط تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر قبل 2011 كان في حدود 2.3 مليار دولار سنويًا مع تقديرٍ للمخاطر السياسية والأمنية بقرابة 46/100. وبعد 2011 (2012–2020) تراجع المتوسط إلى أقل من 800 مليون دولار سنويًا وانخفض مؤشر المخاطر إلى نحو 35/100. وخلال 2023–2024 بدأ تحسّن تدريجي مع رفع إنتاج النفط إلى 1.2–1.3 مليون برميل يوميًا وتحسّن المؤشر إلى قرابة 42/100. ويرى أنه مع انتظام الفعاليات الدولية يمكن أن يرتفع الاستثمار الأجنبي 50–100% خلال ثلاث سنوات ويصعد مؤشر المخاطر إلى 50/100 «وهو مستوى مقبول إقليميًا».

كيف تُترجم «إشارة الاستقرار» اقتصاديًا؟
بحسب الشلوي، كل نقطة تحسّن في تصنيف المخاطر تتيح جذب عقود استثمار بمئات الملايين من الدولارات، إذ تخفّض الشركات «علاوة المخاطرة». وفي النفط والغاز مثلًا يضع المستثمر هامش مخاطرة 25–30% على كلفة المشاريع في ليبيا مقارنة بدول أكثر استقرارًا، ويمكن مع تحسّن الصورة الأمنية والمؤسسية أن ينخفض الهامش إلى 15% فقط، بما يوفّر مليارات الدولارات على مدى عمر الاستثمارات.

الأثر الفوري على الاقتصاد الحقيقي
يرى الشلوي أن مباراة واحدة بهذا الحجم تُحرّك قطاعات الأمن والنقل والضيافة والإعلام والتقنيات، وتضخ إنفاقًا مباشرًا بملايين الدولارات في السوق المحلي، وتنعش خدمات السياحة وتبني سمعة دولية جديدة مفادها أن ليبيا «قادرة على التنظيم، وآمنة للاستثمار، وجاهزة للعودة».

الأثر غير المباشر: الصورة الذهنية
يشدّد الشلوي على أن المستثمرين وصناديق التمويل لا تعتمد الأرقام المالية فقط، بل الصورة العامة للدولة. و«الفعالية الدولية الناجحة تعيد رسم هذه الصورة في الإعلام العالمي»، فتنتقل ليبيا من «ساحة نزاع» إلى «وجهة ممكنة للأعمال».

الخلاصة الاقتصادية والرسالة الأخيرة
لخّص الشلوي بأن ليبيا كانت تستقبل قرابة ملياري دولار سنويًا قبل 2011، ثم تراجع الاستثمار بأكثر من 70% لاحقًا. ومع استمرار تنظيم فعاليات دولية ناجحة يمكن خفض تصنيف المخاطر من «مرتفع جدًا» إلى «مرتفع معتدل»، ورفع الاستثمارات الأجنبية إلى 1.5–2 مليار دولار سنويًا خلال ثلاث سنوات، وتحفيز التوسّع في قطاعي النفط والطاقة. وختم بالتأكيد أن «كل حدث دولي ناجح هو استثمار في الثقة… والثقة هي العملة الأهم في الاقتصاد الحديث».

0 تعليق