في حلقة جديدة ومؤثرة من برنامج "ما بعد الأسد" الذي تعرضه قناة "رؤيا"، كشف بلال سعد الدين، ابن مدينة سقبا البالغ من العمر 33 عاماً، عن شهادة مروعة تفصّل سنوات الرعب التي قضاها في معتقلات النظام السابق، وعلى رأسها سجن صيدنايا سيئ السمعة.
يروي بلال، الذي كان يعمل نجاراً قبل أن يصبح عسكرياً في جيش النظام، أن دافعه للانشقاق عام 2012 كان مشاهدته للجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
يستذكر حادثة طبعت في ذاكرته حين قامت كتيبته بقصف سيارة مدنية ثم إحراق الناجين منها، بالإضافة إلى عمليات النهب المنظمة لممتلكات الشعب.
بعد سنوات من انشقاقه، تم اعتقاله في عام 2018 لتبدأ رحلة الجحيم.
يقول بلال إنه تعرض لضغوط نفسية وجسدية هائلة لإجباره على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها، مثل الانتماء للجماعات المسلحة.
ومع كل عملية ترحيل بين الفروع الأمنية، كانت قائمة التهم تتغير، وكان التهديد يطال زوجته وأطفاله بشكل مباشر، مما دفعه في النهاية للتوقيع على اعترافات مسجلة صوتياً تحت وطأة الخوف والانهيار العصبي.
ووصف بلال أصعب 29 يوماً في حياته قضاها في زنزانة انفرادية وسط برد قارس، قبل أن يتم نقله إلى سجن صيدنايا، حيث تجردت الإنسانية من كل معانيها.
هناك، كان التعذيب وسيلة يومية لأبسط الأسباب، مثل مجرد الحديث بين السجناء.
ويسرد بلال مواقف تكشف عن مستوى الجوع واليأس الذي وصل إليه المعتقلون، من بينها مشهد لن ينساه لابن لم يجرِ لوداع والده الذي توفي بجانبه في الزنزانة، بل هرع ليأخذ حصته من الطعام.
وفي ظل انعدام الرعاية الطبية، اضطر بلال لإجراء عملية جراحية بدائية لزميل له، حيث استخدم أداة حادة لفتح قدمه وإخراج شظية منها دون أي تخدير.
ومن شدة الجوع، يروي كيف اصطاد عصفوراً دخل المهجع وقام بأكله نيئاً.
وعن يوم التحرير في أواخر عام 2024، يصف بلال الأجواء المريبة: غياب دورية التفتيش، وحركة طائرات مريبة ليلاً، وروائح كريهة، قبل سماع أصوات الاشتباكات والتكبيرات.
وعندما فُتحت أبواب السجون على أيدي الثوار، ومن بينهم نساء مسلحات، قالوا لهم: "أنتم أحرار". في تلك اللحظة، يقول بلال إنه رفع رأسه ليرى السماء لأول مرة منذ سنوات.
0 تعليق