في محادثة هاتفية هامة جرت اليوم الجمعة، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخطوات التالية لتثبيت اتفاق وقف الحرب في غزة. وقد عكس الاتصال توافقاً كاملاً بين القاهرة والأمم المتحدة على ضرورة عدم الاكتفاء بالتوصل للاتفاق، بل حسم كافة تفاصيله لضمان تنفيذه بالكامل، فيما طرح الأمين العام رؤية استراتيجية لمرحلة ما بعد الحرب تشمل نشر قوات دولية.
استهل الرئيس السيسي الاتصال باستعراض مضمون الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية، موضحاً لمحات عن مراحله المختلفة. وأكد أن مصر، وفور التوصل للاتفاق، بدأت بالفعل في التحرك على الأرض عبر إيفاد شحنات من المساعدات الغذائية والطبية العاجلة إلى القطاع. من جانبه، وجه غوتيريش شكراً وتقديراً بالغين لمصر وللرئيس السيسي على "الجهود الكبيرة" التي بذلتها على مدى العامين الماضيين، ليس فقط لوقف إطلاق النار، بل أيضاً لتخفيف المعاناة الإنسانية الهائلة لأهل غزة، واصفاً مصر بأنها "العنصر المحوري والفاعل الأساسي" لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتجاوزت المحادثة مجرد الترحيب بالاتفاق، لتركز على ضمانات نجاحه. حيث توافق غوتيريش تماماً مع رؤية الرئيس السيسي بضرورة حسم كافة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بآليات التنفيذ، مضيفاً أبعاداً استراتيجية ضرورية لضمان سلام دائم.
وأكد السكرتير العام على أن وقف الحرب يجب أن يفضي إلى مسار سياسي واضح يهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، مشدداً على أهمية ضمان عدم الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية.
وكشف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن غوتيريش طرح خلال الاتصال ثلاث نقاط محورية لمرحلة ما بعد الحرب، وهي: ضرورة نشر قوات دولية في قطاع غزة لتأمين الاتفاق ومنحه شرعية دولية عبر قرار من مجلس الأمن، والبدء بشكل فوري في جهود إعادة إعمار القطاع، معرباً في هذا السياق عن ترحيبه بالمؤتمر الدولي الذي أعلنت مصر عزمها استضافته لهذا الغرض.
وفي ختام الاتصال، جدد الرئيس السيسي التأكيد على دعم مصر الكامل لدور وكالات الأمم المتحدة الإنسانية، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مشدداً على ضرورة استمرار دورها التاريخي في دعم الفلسطينيين.

0 تعليق