في واقعة إنسانية نادرة، التقت امرأتان نمساويتان للمرة الأولى بعد 35 عاماً على ولادتهما، لتُسدل الستار على خطأ طبي كارثي وقع في أحد مستشفيات مدينة غراتس عام 1990، حيث تم استبدالهما عن طريق الخطأ عند الولادة، لتعيش كل منهما حياة الأخرى طيلة هذه العقود.
صدفة تكشف الحقيقة بعد عقود
وُلدت كل من دوريس غرونفالد وجيسيكا باومغارتنر في أكتوبر 1990 في نفس المستشفى، وبسبب كونهما من الأطفال الخدّج، تم تسليمهما عن طريق الخطأ لأسرتين مختلفتين.
وظل هذا السر دفيناً لأكثر من عقدين، حتى عام 2012، عندما لاحظت دوريس أثناء تبرعها بالدم أن فصيلة دمها لا تتطابق مع فصيلة دم والدتها، مما أثار شكوك العائلة التي أكدتها لاحقاً الاختبارات الجينية، مثبتةً أن الفتاة التي ربّوها لم تكن ابنتهم البيولوجية.
وفي واقعة موازية، اكتشفت جيسيكا الحقيقة عندما كانت حاملاً، حيث لاحظ طبيبها نفس التناقض في فصائل الدم بينها وبين والديها.
"كأننا أختان افترقتا بالأمس".. لقاء مؤثر يجمع العائلتين
بعد سنوات من البحث والإجراءات القانونية، تمكنت دوريس أخيراً من الوصول إلى عائلتها البيولوجية، والتقت بجيسيكا في لقاء وصفته وسائل الإعلام المحلية بـ"المؤثر والاستثنائي". وقالت دوريس في حديثها: "توافقنا على الفور. كان شعوراً رائعاً لا يوصف، وكأننا أختان افترقتا بالأمس فقط".
من جانبها، قالت جيسيكا إنها تواصلت مع دوريس عبر فيسبوك، وعندما التقينا "كان الأمر أشبه بلقاء أخت مفقودة". وبعد لقاء الابنتين، اجتمعت العائلتان أخيراً في مشهد مؤثر، حيث قالت إيفلين غرونفالد، التي ربت دوريس: "بالنسبة لي، كبرت عائلتي. أشعر اليوم أنني أخيراً على يقين بعد سنوات من التساؤلات".
اعتذار رسمي وإجراءات جديدة
في أول تعليق رسمي، قدم مدير العمليات في المستشفى، جبهارد فالزبرغر، اعتذاراً صريحاً قائلاً: "نأسف بشدة لما حدث في ذلك الوقت، ونتقدم بخالص اعتذارنا للعائلتين عن هذا الخطأ المأساوي".
وأوضح أن إجراءات تحديد هوية المواليد في المستشفيات قد تغيرت بشكل جذري منذ التسعينيات، وأصبحت مثل هذه الحوادث "شبه مستحيلة" الآن بفضل التطورات التقنية.
ورغم مرور 35 عاماً على الخطأ، اختتمت دوريس حديثها بنظرة متسامحة نحو المستقبل، قائلة: "ما حدث لا يمكن تغييره، لكن يمكننا أن نبدأ من جديد".
0 تعليق