أعلنت فرق الدفاع المدني ومصادر طبية، مساء السبت، عن انتشال أعداد هائلة من جثامين الشهداء الذين ارتقوا في أوقات سابقة وبقوا تحت ركام المنازل المدمرة، مما يرفع الحصيلة غير النهائية لضحايا العدوان المستمر بشكل كبير.
أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة أن طواقمها الميدانية تمكنت، رغم الإمكانيات الشحيحة والمخاطر الجسيمة، من انتشال جثامين 150 شهيداً من مناطق متفرقة في قطاع غزة، وذلك منذ صباح الجمعة وحتى اللحظة.
ويعكس هذا الرقم الصادم حجم الدمار الهائل وصعوبة الوصول إلى الضحايا الذين ظلوا في عداد المفقودين لأيام أو أسابيع.
وفي جنوب القطاع، الذي شهد عمليات عسكرية واسعة للاحتلال، أعلن مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس عن استقباله 28 شهيداً تم انتشالهم من مناطق متفرقة في المدينة، ليرسم صورة قاتمة عن حجم المجازر التي ارتُكبت هناك.
وتؤكد هذه الأرقام المروعة ما تحذر منه المؤسسات الإنسانية باستمرار، وهو أن أعداد الشهداء المعلنة رسمياً من وزارة الصحة لا تعكس الحقيقة الكاملة للكارثة، حيث لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات التي يتعذر على فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليها بسبب استمرار القصف أو وجود قوات الاحتلال.
ويذكر أن الكابينت وافق على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على وقف إطلاق النار وستبدأ في الأيام المقبلة تنفيذ مراحل الإتفاق من تبادل الأسرى وإنسحاب جيش الأحتلال إلى المناطق المتفق عليها في بنود الخطة.
وتعمل الفرق الميدانية في ظروف بالغة التعقيد، حيث تواجه نقصاً حاداً في المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام، بالإضافة إلى الخطر الدائم المتمثل في إمكانية استهدافها من قبل قوات الاحتلال أثناء قيامها بواجبها الإنساني في البحث عن ناجين أو انتشال جثامين الشهداء.
ومع كل عملية انتشال جديدة، يرتفع عدد ضحايا العدوان، لتتكشف للعالم أبعاد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار والدمار الممنهج الذي يطال كل مظاهر الحياة.
0 تعليق