كشفت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، الأحد، عن أرقام صادمة لحجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة بعد عامين من العدوان المستمر، مؤكدة أن نحو 1.5 مليون فلسطيني فقدوا منازلهم كلياً أو جزئياً نتيجة تدمير الاحتلال الإسرائيلي الواسع للمناطق السكنية والبنى التحتية في مختلف محافظات القطاع.
وأوضح رئيس شبكة المنظمات الأهلية في تصريح صحفي، أن هذا الرقم يعكس حجم الدمار غير المسبوق الذي شهده القطاع منذ بداية الحرب، مشيراً إلى أن أعداد المشردين والنازحين في تزايد مستمر، وسط أوضاع إنسانية مأساوية ونقص حاد في المأوى والغذاء والمياه الصالحة للشرب.
وقال إن ما يقارب مليون ونصف المليون إنسان أصبحوا بلا مأوى، بعضهم يعيش في خيام أقيمت على عجل في مناطق مدمرة، وآخرون يتوزعون على مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، أو في مراكز إيواء مؤقتة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عامين استهدف بشكل مباشر المناطق المدنية والمربعات السكنية، ولم يقتصر على استهداف مواقع المقاومة كما يدّعي الاحتلال، بل طال آلاف الأبراج والمنازل والمستشفيات والمدارس والبنى التحتية، مما أدى إلى نزوح جماعي غير مسبوق في تاريخ القطاع.
وأضاف أن الدمار الهائل الذي خلفته الحرب شمل تدمير أحياء سكنية بأكملها في مدينة غزة وشمال القطاع، إضافة إلى الدمار الواسع في مناطق الجنوب وخاصة خان يونس ورفح، موضحاً أن العديد من العائلات فقدت أكثر من منزل واحد بسبب القصف المتكرر خلال الأشهر الماضية.
وتابع قائلاً إن الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة تتفاقم يوماً بعد يوم في ظل الحصار المستمر ومنع دخول مواد البناء والمساعدات الكافية لإعادة إعمار ما دمره العدوان، مشيراً إلى أن جهود الإغاثة المحلية والدولية غير كافية أمام حجم المأساة، وأن كثيراً من الأسر ما تزال بلا مأوى ثابت منذ العام الماضي.
وطالبت شبكة المنظمات الأهلية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، والعمل على ضمان دخول مواد الإعمار والمساعدات الإنسانية دون قيود أو تأخير، محذّرة من أن استمرار الوضع الحالي سيقود إلى مزيد من الانهيار الاجتماعي والإنساني في القطاع.
كما دعت الشبكة الدول المانحة إلى تسريع تمويل مشاريع إعادة الإعمار، وتعويض المتضررين من الحرب، خاصة في ظل موجات النزوح الجديدة التي تضرب القطاع بسبب استمرار القصف بين الحين والآخر، مشيرة إلى أن آلاف العائلات ما تزال تعيش في ظروف قاسية داخل خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.
وختم رئيس الشبكة تصريحه بالتأكيد على أن ما يحدث في غزة هو كارثة سكنية وإنسانية شاملة تتطلب تحركاً فورياً على المستويين العربي والدولي، لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتأمين حياة كريمة للفلسطينيين الذين دُمّرت منازلهم، وضمان عودتهم الآمنة إلى مناطقهم في أقرب وقت ممكن.
0 تعليق