الاتفاق يصمد.. ونصف مليون مواطن عادوا إلى غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:


عاد نصف مليون نازح إلى مدينة غزة ومناطق سكناهم، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في القطاع بموجب الاتفاق الذي أبرم بين إسرائيل وحركة حماس.
وأفاد الدفاع المدني في غزة، بأن أكثر من نصف مليون نازح عادوا إلى مدينة غزة منذ دخول وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ، ظهر الجمعة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن "أكثر من نصف مليون شخص عادوا إلى (مدينة) غزة، منذ يوم الجمعة.
وواصل الدفاع المدني بالتعاون مع مواطنين، انتشال جثامين شهداء من مناطق متفرقة بالقطاع، حيث تمكنت الفرق، أمس، من انتشال 121 جثمانا، معظمها متحللة.
وجرى، يوم أمس، تفكيك مركز المساعدات الأميركية شمال مدينة رفح، "الشاكوش"، وذلك بعد ساعات من تفكيك مركز مساعدات آخر وسط القطاع "نتساريم"، بينما بدأت عملية تفكيك مركز "الطينة".
وبحسب الدفاع المدني، فإن فرق الإنقاذ تعمل على انتشال جثامين نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت الأنقاض، وسط نقص حاد في المعدات والإمكانات واستمرار الدمار الواسع الناتج عن الحرب الإسرائيلية؛ كما كشف عن أن طواقمه عثرت على ألعاب أطفال ومعلبات طعام مفخخة، مؤكدا أن الاحتلال تعمد زرعها لاستهداف المدنيين وإيقاع مزيد من الضحايا.
وبلغ عدد شهداء يوم أمس، 125 شهيدا، منهم 121 شهيدا تم انتشالهم، وشهيد واحد جديد، و3 متأثرين بجروحهم.
وجاء توزيع الشهداء على النحو الآتي: مدينة غزة 73 شهيدا، ومحافظة خان يونس 31 شهيدا، ووسط القطاع 21 شهيدا.

فقد أصيب عدد من المواطنين بجروح، جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منطقة "العجارمة"، في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وجرى، يوم أمس، انتشال جثامين 73 شهيدا، معظمهم من مناطق شمال وجنوب مدينة غزة، خاصة أحياء الشيخ رضوان، شارع الجلاء، حي النصر، مخيم الشاطئ، وحي تل الهوى.
واستشهد المُسن نضال عيد أبو حليب، برصاص قوات الاحتلال شرق بلدة القرارة شمال محافظة خان يونس.
وأُعلن، أمس، عن استشهاد الشاب عوض ياسر العصار متأثرا بجروح سابقة، أصيب بها بالقرب من نقطة المساعدات الأميركية "الطينة"، جنوب غربي خان يونس.
كما أُعلن عن استشهاد الشاب مجد عبد الهادي شاهين بعد العثور على جثمانه شرق بلدة القرارة، عقب فقدانه منذ يومين.
وأفيد بانتشال ما يزيد على 30 جثمانا لشهداء كانوا سقطوا في وقت سابق في مناطق وسط وشرق وجنوب مدينة خان يونس.
وأصيب 6 مواطنين على الأقل بجروح، جراء إطلاق نار إسرائيلي استهدف مناطق شرق مخيم البريج وسط القطاع.
كما جرى انتشال نحو 21 جثمانا لشهداء من مناطق متفرقة وسط القطاع، خاصة محيط محور "نتساريم"، وبلدة المغراقة، وقرب جسر وادي غزة.
ووفق التقرير اليومي المُحدث، الصادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فقد وصل مستشفيات القطاع 151 شهيدا (منهم 116 تم انتشالهم)، و72 إصابة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينما بلغ إجمال عدد الشهداء ليوم أمس، بمن فيهم الانتشال 125 شهيداً.
وأكدت وزارة الصحة بغزة أن عددا كبيرا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
فيما ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 67,682 شهيدا و170,033 مصابا، منذ السابع من تشرين الأول للعام 2023.
وأكدت وزارة الصحة أنه تمت إضافة 320 شهيدا للإحصائية التراكمية للشهداء، ممن تم اكتمال بياناتهم، واعتمادها من اللجنة القضائية المتابعة لملف التبليغات والمفقودين من تاريخ الثالث من تشرين الأول الجاري وحتى العاشر من نفس الشهر.
وفي اليوم الثاني من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استمر تدفق النازحين من وسط وجنوب القطاع إلى محافظة غزة والشمال في عربات أو سيرا على الأقدام.
وعلى طول شارعي الرشيد وصلاح الدين، سارت العائلات العائدة على الأقدام وهي تحمل أطفالها وأمتعتها القليلة، ولا يجد كثيرون منهم بيوتا يعودون إليها.
وقطع بعض النازحين مسافة 15 كيلومترا من خان يونس في الجنوب إلى مدينة غزة شمالا سيرا على الأقدام في رحلة وصفوها بالمرهقة.
وسار العائدون داخل المدينة وسط ركام المباني المدمرة، وصُدم بعضهم لدى رؤيتهم منازلهم مدمرة بالكامل.
ومع تدفق أعداد كبيرة من النازحين، تبرز تحديات خطيرة في ظل الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية على غرار شبكات المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية.
وقال مراسلون، إن الحياة تعود تدريجيا إلى شوارع مدينة غزة على الرغم من الدمار الكبير الذي خلّفته قوات الاحتلال فيها.
ونقل عن عائدين إلى المدينة أنهم سينصبون خياما ليقيموا فيها مؤقتا بعد أن دمر الاحتلال منازلهم.
وباشرت بلدية غزة العمل لفتح الطرق لتمكين العائلات من دخول الأحياء السكنية، وأظهرت صور مشاهد جرافات تزيل الركام والمخلفات من أحد الشوارع.
وفي السياق، قال رئيس بلدية غزة يحيى السراج، إن الأولوية في الوقت الراهن هي الاستعداد لاستقبال العائدين من جنوب القطاع.
وأوضح السراج، أن الإمكانات تكاد تكون معدومة لتهيئة الطرق، مؤكدا تواصل البلدية مع عدد من الجهات لتوفير المعدات اللازمة في أقرب وقت.
كما أكد المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه أن أولويات البلدية في المرحلة الحالية تتركز على تأمين المياه، وفتح الشوارع، ومعالجة مشاكل الصرف الصحي، وإزالة النفايات.
وأشار النبيه، إلى أن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة يعقّد مهمة مساندة السكان والتخفيف من معاناتهم.
وتزامنا مع عودة مئات الآلاف إلى مدينة غزة، تمكن مواطنون من العودة إلى وسط مدينة خان يونس بعد انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من وسط المدينة في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار.
وقال رئيس بلدية خان يونس علاء الدين البطة، إن 85% من محافظة خان يونس مدمرة، مضيفا، إن 400 ألف طن ركام يجب إزالتها من شوارع المدينة.
وتابع البطة، إن 300 كيلومتر من شبكات المياه في المدينة قد دمرت، كما أن 75% من شبكة الصرف الصحي في المدينة مدمرة، مشيرا إلى أنه يجب التعامل مع 350 ألف طن من النفايات في المدينة.
وخلّفت العملية العسكرية التي استمرت أكثر من 5 أشهر في مدينة خان يونس دمارا غير مسبوق في مبانيها ومنشآتها التجارية والصحية والتعليمية.
ويشدد العائدون على بقائهم في أرضهم وعدم مغادرتها رغم الواقع الصعب والمعقد الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.
في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية في غزة، إن عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية انتشرت في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال لاستعادة النظام ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال لنشرها.
وأهابت وزارة الداخلية بالمواطنين بالمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون والالتزام بالتوجيهات والتعليمات التي ستصدر عن الجهات المختصة.

 

0 تعليق