أفادت هيئة البث العبرية ("كان")، صباح الأحد، بأن السلطة الفلسطينية قد حصلت على ضمانات تكفل لها المشاركة في السيطرة على قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وهو ما يمثل خطوة هامة في إطار التحضيرات لـ"اليوم التالي" الذي يجري التخطيط له بعناية من قبل الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بملف غزة.
وتأتي هذه الضمانات في وقت تجري فيه مفاوضات مكثفة حول تفاصيل إدارة قطاع غزة بعد انتهاء القتال، في إطار خطة السلام الأمريكية التي تهدف إلى تثبيت التهدئة وإنهاء الصراع في القطاع، وضمان عودة الحياة الطبيعية تدريجياً لسكان غزة، الذين عانوا خلال السنوات الأخيرة من الحروب والدمار الواسع.
"ضمانات" للمشاركة في السيطرة
وحسبما أفادت هيئة البث العبرية، فإن السلطة الفلسطينية حصلت على ضمانات واضحة ومحددة بالمشاركة في السيطرة على قطاع غزة، بما يشمل دوراً فاعلاً في إدارة الشؤون المدنية والأمنية في المرحلة المقبلة، وفق آليات يتم الاتفاق عليها مع الأطراف الدولية المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر والدول العربية المشاركة في جهود السلام.
وأشار المصدر إلى أن هذه الضمانات تشمل صلاحيات للسلطة الفلسطينية تمكنها من المشاركة في متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإدارة المؤسسات المحلية والخدمات الأساسية في القطاع، إضافة إلى الإشراف على المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.
دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية في غزة
في حال تأكدت هذه المعلومات بشكل رسمي، فإنها تشير إلى حدوث اختراق هام في ملف "اليوم التالي" في قطاع غزة، حيث ستمنح السلطة الفلسطينية دوراً مركزياً في إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب، بما يضمن إشرافها على الملفات الحيوية المتعلقة بالأمن المدني والخدمات العامة، والتنسيق مع المجتمع الدولي لضمان استقرار الأوضاع ومنع أي انزلاق أمني أو سياسي جديد.
ويرى محللون سياسيون أن هذه الخطوة تمثل فرصة لإعادة بناء الثقة بين السلطة الفلسطينية والفصائل المحلية في غزة، وتمكينها من أداء دور مؤثر في إدارة القطاع، بما يقلل من حالة الانفصال الإداري والسياسي التي شهدها القطاع خلال الأعوام الماضية، ويساهم في تعزيز جهود إعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين من الصراع.
و يأتي هذا الإعلان في سياق جولات تفاوضية مكثفة بين مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، بهدف وضع خطة واضحة لإدارة القطاع بعد الحرب، تتضمن توزيع الأدوار بين الفصائل المحلية والسلطة الفلسطينية، مع إشراف دولي لضمان تنفيذ الاتفاقات، وتفادي أي تداعيات أمنية محتملة، خصوصاً في ظل التوترات المستمرة في المنطقة المحيطة بغزة.
ويؤكد محللون أن حصول السلطة على ضمانات واضحة يمثل خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز حضورها السياسي والإداري في القطاع، ويعطي المجتمع الدولي إطاراً أوسع للتنسيق مع السلطة الفلسطينية في ملفات إعادة الإعمار، والمساعدات الإنسانية، وإدارة الخدمات الأساسية، ما يفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من الاستقرار النسبي في غزة.
0 تعليق