في إعلان رسمي حاسم يضع حداً ليومين من الغموض والتوتر، أكدت المتحدثة باسم حكومة الاحتلال، مساء اليوم الأحد، أن عملية الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة ستبدأ فجر يوم غدٍ الاثنين، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال قد أكمل بالفعل انسحابه الأولي إلى "الخط الأصفر" المتفق عليه، تمهيداً لبدء تنفيذ أهم بنود الاتفاق.
ويأتي هذا الإعلان ليعطي الضوء الأخضر النهائي لبدء العملية التي يترقبها العالم، بعد أن واجه الاتفاق خطر الانهيار بسبب خلافات سياسية وخروقات ميدانية.
تفاصيل آلية التنفيذ: خطوة بخطوة
أوضحت المتحدثة باسم حكومة الاحتلال الجدول الزمني الدقيق للعملية، والذي سيتم تنفيذه على مراحل متسلسلة:
الانسحاب العسكري: أكدت أن جيش الاحتلال قد "تراجع إلى الخط الأصفر"، وهي الخطوة الميدانية الأولى والشرط الأساسي لبدء عملية التبادل.
إطلاق سراح المحتجزين الأحياء: ستبدأ عملية إطلاق سراح المحتجزين الأحياء "في وقت مبكر يوم غدٍ الاثنين"، وسيتم تسليمهم "دفعة واحدة".
وفي هذا السياق، أكد ديوان نتنياهو أنه من المتوقع أن يتم تسليم المحتجزين إلى الصليب الأحمر صباح الاثنين
تسليم الجثامين: بعد اكتمال إطلاق سراح المحتجزين الأحياء، أكدت المتحدثة أنهم "مستعدون لاستقبال جثث المحتجزين المتوفين وعددهم 28".
الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: شددت المتحدثة على أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين لن يتم بشكل متزامن، بل "سيتم بعد التأكد من الإفراج عن المحتجزين" لدى الاحتلال.
بعد يومين من التوتر والغموض
يأتي هذا الإعلان كاختراق حاسم بعد يومين سادتهما حالة من عدم اليقين. فمنذ بدء سريان وقف إطلاق النار فجر الجمعة، واجه الاتفاق تحديات كبرى، تمثلت في اندلاع خلافات داخلية حادة في حكومة الاحتلال، بالإضافة إلى وقوع خروقات عسكرية على الأرض.
وقد أثارت هذه التطورات مخاوف جدية من انهيار الاتفاق بالكامل قبل أن يبدأ تنفيذه الفعلي.
إلا أن هذا التأكيد الرسمي، مساء الأحد، يعيد الاتفاق إلى مساره الصحيح، ويعطي الضوء الأخضر للبدء بالخطوات اللوجستية النهائية التي ستشرف عليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والوسطاء.
ترقب حذر ليوم التنفيذ
مع هذا الإعلان، تتجه أنظار العالم الآن إلى فجر يوم الاثنين، لمتابعة عملية التسليم التي ستمثل الاختبار الحقيقي الأول لمدى جدية والتزام الأطراف بتنفيذ بنود الاتفاق على الأرض.
وسيعتمد نجاح هذه العملية المعقدة على التنسيق الدقيق بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبعد اكتمال هذه المرحلة بنجاح، من المتوقع أن تبدأ المناقشات حول المراحل التالية من الاتفاق، والتي تشمل قضايا أكثر تعقيداً تتعلق بإعادة الإعمار ومستقبل الحكم في غزة.
0 تعليق