بينما يعمّ الترقب والسرور الشارع الفلسطيني احتفاءً باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى المرتقبة، أصدرت عائلات أسرى الداخل الفلسطيني المحكومين بمؤبدات بياناً مؤثراً، عبّرت فيه عن "استياء عميق وخذلان كبير" لاستثناء أبنائها من الصفقة، واصفةً الفرحة بأنها "منقوصة".
بعد عامين من الحرب المدمرة على قطاع غزة، توّجت الجهود الدبلوماسية التي قادتها مصر وقطر والولايات المتحدة بالتوصل إلى "اتفاق شرم الشيخ" في أكتوبر 2025، والذي يتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار وتبادلاً للأسرى.
وفيما تستعد مئات العائلات الفلسطينية لاستقبال أبنائها المحررين، تعيش 11 عائلة من فلسطينيي الداخل مرارة الخذلان، بعد تأكد استبعاد أبنائها، وجميعهم من أقدم الأسرى في السجون الإسرائيلية، من القوائم النهائية.
وجاء في بيان العائلات: "نهنئ شعبنا وعوائل الأسرى بالإفراج المرتقب عن أبنائهم، وإن كنا نتمنى أن تكتمل فرحتنا بشمول أبنائنا في هذه الصفقة، التي نراها مجحفة بحقنا وحقهم في نيل الحرية، أسوة بباقي أسرى الحرية".
وأضاف البيان: "لقد طال انتظارنا حتى يلتئم شملنا بأبنائنا ويعودوا إلى أحضاننا. كيف لا، وقد انتظرنا هذه الصفقة بفارغ الصبر على مدار سنوات طويلة، عشنا خلالها بلوعة وألم وجرح نازف لا يندمل. لكننا خُذلنا باستبعاد أسرى الداخل الفلسطيني منها، وعدم شملهم، وتركهم لمصيرهم في السجون".
وتشير المعلومات الواردة من المفاوضات إلى أن الجانب "الإسرائيلي" فرض "خطوطاً حمراء" على أسماء معينة، مستبعداً قادة بارزين وأسرى من فلسطينيي الداخل (الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية) من الصفقة، وهو شرط واجه مفاوضات عسيرة قبل القبول به لإتمام الاتفاق.
قائمة الخذلان: 11 أسيراً منسيون في "صفقة الحرية"
يسلط بيان العائلات الضوء على 11 أسيراً، قضى معظمهم عقوداً خلف القضبان، وتحولوا إلى رموز في الحركة الأسيرة. هؤلاء الأسرى هم:
من منطقة وادي عارة:
محمد سعيد إغبارية: معتقل منذ عام 1992.
إبراهيم سعيد إغبارية: (شقيق محمد) معتقل منذ عام 1992.
يحيى مصطفى إغبارية: معتقل منذ عام 1992.
محمد توفيق سليمان جبارين: من أم الفحم، معتقل منذ عام 1992.
عبد الله صالح إغبارية: من أم الفحم، معتقل منذ عام 1999.
من منطقة حيفا:
عماد راجح سرحان: معتقل منذ عام 2001.
محمد يوسف شناوي: معتقل منذ عام 2017.
من منطقة الجليل:
إبراهيم محمد بكري: من قرية البعنة، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بـ 9 مؤبدات.
ياسين حسن بكري: من قرية البعنة، معتقل منذ عام 2002.
محمد خالد عنبتاوي: من قرية كفر كنا، معتقل منذ عام 2004.
من منطقة الناصرة:
أحمد علي خليل أحمد: معتقل منذ عام 2010.
ويعتبر هؤلاء الأسرى جزءاً من قائمة "عمداء الأسرى" الذين أمضوا أكثر من عشرين عاماً في السجون. قضيتهم تعكس التعقيد السياسي والقانوني الذي تفرضه إسرائيل على الأسرى من فلسطينيي 48، حيث تعتبرهم مواطنين "خائنين"، وغالباً ما ترفض إدراجهم في صفقات التبادل التي تتم مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واختتمت العائلات بيانها بالتأكيد على أنها ستواصل نضالها من أجل حرية أبنائها، مناشدةً كافة الأطراف والوسطاء عدم نسيان قضيتهم في أي مفاوضات مستقبلية، حتى تكتمل فرحة الحرية لكل الأسرى دون تمييز أو استثناء.
0 تعليق