في بيان مشترك صدر بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، طالب جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك)، اليوم الاثنين، حركة حماس بالالتزام الكامل ببنود الاتفاق، وبذل كافة الجهود اللازمة لتحديد مواقع وإعادة جميع جثامين المحتجزين الذين قُتلوا خلال فترة الأسر في قطاع غزة.
وتأتي هذه المطالبة لتسلط الضوء على أحد أكثر الملفات تعقيداً وحساسية في صفقة التبادل، حيث يُعد استعادة رفات القتلى مطلباً أساسياً لدى الرأي العام في دولة الاحتلال.
خلفية الملف الشائك
يُعد ملف الجثامين أحد أعقد نقاط الخلاف تاريخياً بين الطرفين.
ولطالما استخدم الاحتلال سياسة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين في "مقابر الأرقام" كورقة ضغط وابتزاز سياسي. وبحسب منظمات حقوقية، يحتجز الاحتلال المئات من جثامين الفلسطينيين، وقد صعّد من هذه السياسة بشكل غير مسبوق خلال الحرب الأخيرة على غزة.
من جانبها، تؤكد حركة حماس أن العديد من المحتجزين لدى الاحتلال قُتلوا نتيجة القصف العشوائي الذي استهدف مناطق مختلفة من القطاع، مما يجعل مهمة تحديد مواقع رفاتهم وانتشالها من تحت الأنقاض أمراً بالغ الصعوبة والتعقيد، ويتطلب وقتاً وجهداً كبيراً ووقفاً كاملاً للأعمال العدائية.
تنفيذ الاتفاق على الأرض
بدأت، صباح الاثنين، عملية تبادل المحتجزين والأسرى، حيث تسلم الصليب الأحمر الدفعة الأولى من المحتجزين الأحياء من حركة حماس، تمهيداً لنقلهم إلى جيش الاحتلال.
وتأتي هذه الخطوة تنفيذاً للمرحلة الأولى من "خطة ترمب"، التي تقضي بتبادل المحتجزين والأسرى، ووقف شامل لإطلاق النار، وتدفق فوري للمساعدات الإنسانية.
ويشدد بيان جيش الاحتلال والشاباك على أن الانتقال إلى المراحل التالية من الاتفاق سيكون مرهوناً بمدى التزام حماس بتسليم كافة المحتجزين، أحياءً وأمواتاً، مما يجعل ملف الجثامين ورقة تفاوضية حاسمة في الأيام القادمة.
0 تعليق