غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء اليوم الاثنين، مدينة شرم الشيخ المصرية، في ختام زيارة تاريخية قصيرة ومكثفة، شارك خلالها في رئاسة "قمة شرم الشيخ للسلام" إلى جانب نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
وتأتي هذه المغادرة لتتوج يوماً دبلوماسياً حافلاً، شهد التوقيع على وثيقة شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة وتثبيت أسس السلام في المنطقة.
شهد اليوم الدبلوماسي الطويل ذروته بتوقيع "وثيقة شرم الشيخ للسلام"، التي تضع إطاراً دولياً ملزماً لاتفاق وقف إطلاق النار.
ولم يقتصر التوقيع على الرئيسين ترمب والسيسي، بل شمل أيضاً قادة الدول الضامنة للاتفاق، وهي تركيا وقطر، مما يمنح الاتفاق قوة وزخماً إقليمياً ودولياً غير مسبوق.
وكان الرئيس الأمريكي قد وصف في وقت سابق اليوم الاتفاق بأنه "تاريخي"، معلناً بشكل رسمي أن "الحرب في غزة انتهت"، وأن المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق فعلياً إلى القطاع.
وقد انعقدت القمة بحضور واسع من قادة وممثلي أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية، في مشهد يعكس حجم الإجماع الدولي على ضرورة طي صفحة الحرب التي استمرت لعامين، وتوفير الغطاء اللازم لتنفيذ بنود الاتفاق المعقدة.
وبمغادرة الرئيس ترمب، تنتقل الجهود الدولية من أروقة الدبلوماسية إلى تحديات الواقع على الأرض. وينتقل التركيز الآن بشكل كامل إلى آليات تنفيذ ما تم التوافق عليه، وعلى رأسها استكمال عملية تبادل المحتجزين والأسرى، وفتح كافة المعابر بشكل دائم، والأهم من ذلك، البدء في المهمة الضخمة المتمثلة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في قطاع غزة، وهي العملية التي ستتم تحت إشراف وضمانات دولية وإقليمية رفيعة المستوى لضمان نجاحها واستدامتها.
تمثل مغادرة ترمب نهاية فصل من المفاوضات المكثفة، وبداية فصل جديد من العمل الميداني الذي سيختبر مدى جدية والتزام جميع الأطراف بما تم التوقيع عليه في هذا اليوم التاريخي في شرم الشيخ.
0 تعليق