في أول مقابلة أمريكية له.. الشرع: سوريا لا تريد الحرب ولا تشكل تهديداً لإسرائيل - الأول نيوز

الشرع يؤكد  التزام سوريا الكامل بـ"محاكمة كل من ارتكب جرائم بحق المدنيين من أي طرف أو جهة كانت

الشرع: ستستخدم كل السبل القانونية الممكنة للمطالبة بتقديم بشار الأسد للعدالة

في أول مقابلة له مع وسيلة إعلام أمريكية، وجه الرئيس السوري أحمد الشرع سلسلة من الرسائل الحاسمة للداخل والخارج، مؤكداً أن بلاده "لا تريد خوض أي حروب ولا تشكل تهديداً لإسرائيل أو أي طرف آخر". كما شدد على أن حكومته ستستخدم كل السبل القانونية لملاحقة الرئيس السابق بشار الأسد، ودعا المجتمع الدولي إلى المساعدة في إعادة إعمار البلاد التي تقدر تكلفتها بنحو 900 مليار دولار.

جاء ذلك خلال مقابلة شاملة مع برنامج "60 دقيقة" الشهير على شبكة "CBS" الأمريكية، بُثت مساء اليوم الاثنين.

رسائل مباشرة لإسرائيل: "استهداف القصر إعلان حرب"

فيما يتعلق بالعلاقة مع كيان الاحتلال، كشف الشرع أن القصر الرئاسي تم استهدافه مرتين بغارات إسرائيلية منذ وصوله إلى دمشق، قائلاً: "في إحدى المرات لم أكن هناك، لكن في المرة الثانية كنت في القصر قريباً من الموقع الذي تم قصفه".

واعتبر الشرع أن استهداف القصر هو بمثابة "إعلان حرب"، لكنه استدرك قائلاً: "سوريا لا تريد الدخول في حروب ولا تريد أن تشكل تهديداً لإسرائيل أو أي أحد آخر".

وفيما يتعلق بالاتفاقية الأمنية التي يجري مناقشتها، جدد الشرع الموقف السوري بضرورة أن "تتراجع إسرائيل عن أي نقطة احتلتها بعد 8 ديسمبر"، مؤكداً أن "سوريا لم تستفز إسرائيل منذ وصولنا إلى دمشق".

العدالة الداخلية: ملاحقة الأسد ومحاكمة مرتكبي الجرائم

على الصعيد الداخلي، أكد الرئيس السوري أن حكومته "ستستخدم كل السبل القانونية الممكنة للمطالبة بتقديم بشار الأسد للعدالة". لكنه أشار إلى أن "الانخراط في صراع مع روسيا في الوقت الحالي سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة لسوريا"، في إشارة إلى صعوبة تسليم الأسد الذي يحظى بحماية روسية.

ورداً على تقرير للأمم المتحدة وصف الأحداث في الساحل السوري بأنها "انتهاكات" للقانون الإنساني، اعتبر الشرع أن الوصف "مبالغ فيه"، لكنه أكد في الوقت ذاته التزام سوريا الكامل بـ"محاكمة كل من ارتكب جرائم بحق المدنيين من أي طرف أو جهة كانت".

مستقبل سوريا: انتخابات وإعادة إعمار بـ 900 مليار دولار

رسم الشرع ملامح مستقبل سوريا، مؤكداً أن الانتخابات العامة ستُجرى "بمجرد إعادة بناء البنية التحتية، وبمجرد أن يكون لدى السكان هويات ووثائق سليمة"، مشدداً على أنه يريد أن تكون "سوريا مكاناً يحصل فيه كل شخص على صوت".

وأشار إلى الحجم الهائل للدمار، قائلاً إن إعادة إعمار سوريا ستكلف ما بين 600 إلى 900 مليار دولار، وهو ما "سيتطلب مساعدة المجتمع الدولي". وفي هذا السياق، وجه نداءً قوياً لرفع العقوبات، قائلاً: "لقد شاهد العالم هذه المأساة تتكشف على مدى 14 عاماً ولم يستطع فعل أي شيء. لذا يجب على العالم اليوم تقديم الدعم لسوريا. وكل من يعرقل رفع العقوبات عن سوريا هو شريك لمن ارتكب هذه الجرائم".