عاجل

في غزة.. الرفات متناثر بين الركام والمصير يبقى مجهولاً - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:


"لم يكن معروفاً متى استشهدوا... كانوا جثثاً متناثرة بعضها متحلل" هكذا وصف المسعف أحمد ابو فول المشهد الأول للعثور على 15 شهيداً عند محور نتساريم، الذي كانت تسيطر عليه قوات الاحتلال قبل انسحابها ظهر الجمعة الماضي.
وأضاف أبو فول "أُبلغنا بوجود جثمانين على جانب الطريق وعند الوصول والبحث، وجدنا اربعة أخرى على مسافة أمتار فقط وبعد بحث أكثر عثرنا على مجموعة أخرى بدا أنهم استشهدوا سوية".
وأوضح "أبو فول" لا يقتصر الأمر عند إبلاغنا بوجود جثامين لنقلها، بل تقوم بعض الفرق الإسعافية الأخرى بالبحث وتوقع أمكنة ومناطق يعتقد أنه يمكن أن يكون فيها شهداء، خصوصاً المناطق التي شهدت عمليات قصف وتدمير.
وقال "حسام" أحد أعضاء فرق البحث لـ"الأيام": "أينما نشتبه بوجود جثامين نقوم بالبحث وإزالة بعض الحجارة وفق الإمكانات المتاحة، لنبدأ بجمع ما نعثر عليه من الجثامين وأحياناً عظام الشهداء ونقلها إلى المستشفيات والإعلان عنها لإمكانية التعرف عليها".
وتنشط منذ الانسحاب الإسرائيلي ظهر الجمعة أعمال انتشال الجثامين من تحت الأنقاض، والذين دُفنوا في الطرق العامة وتحللت جثامينهم.
وأضاف حسام لـ"الأيام" إن مرور وتوالي الشهور منذ بدء العدوان في حي التفاح والدرج في الخامس والعشرين من شهر أيار الماضي، جعل جثامين الشهداء تتحول لرفات ويصعب جمعها بل واختلطت أجساد الضحايا بالركام.
ويجتهد المتطوعون في تحديد هويات بعض الجثامين او الرفاة التي يتم العثور عليها خصوصاً في الشوارع وتحت ركام بعض البنايات العامة التي تم تدميرها.
واوضح المواطن بكر شاهين (41 عاماً) أن مئات العائلات كانت ابلغت عن ابنائها من ضمنهم اطفال، كمفقودين والترجيحات تصب في خانة وجودهم في منطقة نتساريم.
ونُقل عن أفراد وذوي شهداء من عائلات فتوح ووقنيطة وعزام والدهشان وجود ذويهم المفقودين في مناطق توزيع المساعدات الأميركية في نتساريم وزيكيم.
يذكر أن منطقة زيكيم محظورة ولا تسمح قوات الاحتلال بالوصول إليها.
"هنا شهداء تحت الركام"، "تحت الأنقاض يوجد أطفال ونساء" مثل هذه العبارات تُكتب على ركام بعض المنازل في إشارة إلى وجود جثامين لشهداء لم يتم انتشالها بسبب صعوبة إزالة أكوام الركام الضخمة.
وانتشرت تلك الظاهرة منذ أن وصل العائدون إلى منازلهم المدمرة في أحياء الصبرة وتل الهوا والشيخ رضوان حيث ينتظر ذووهم انتشالهم من قبل فرق الإسعاف والدفاع المدني لكن غالبيتها لن تكون متاحة بسبب غياب المعدات الثقيلة.
واعتادت قوات الاحتلال قصف وتدمير بنايات سكنية متعددة الطبقات فوق رؤوس ساكنيها، ما يصعب انتشال الشهداء بوسائل بدائية.
وينتظر فرق الطوارئ في الدفاع المدني إحضار وسائل وآليات ضخمة من خارج قطاع غزة، لكي تستطيع من خلالها رفع الركام وانتشال جثامين الشهداء.
وتم انتشال مئات الجثامين خلال الأيام القليلة الماضية من مناطق متفرقة في مناطق مختلفة في القطاع كانت قوات الاحتلال قد انسحبت منها، بحسب مصادر مطلعة من الدفاع المدني.
ويقول جبر البايض (66 عاماً) من مدينة عزة لـ"الأيام" إن بعض أحفاده لا يزالون تحت الركام وآخرين لم يعرف مكان استشهادهم.
وأضاف "من لا يزال تحت الركام فأمره معروف ومصيره سوف يدفن على شكل رفات وبعض العظام، لكن الأخطر هو من لا نعلم اين هو، ومصيره مجهول وإن كانت الترجيحات تشير إلى أنه تحت الركام".

 

0 تعليق