عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة في اليوم الرابع من وقف إطلاق النار بغزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

رصدت "الأيام" مجموعة جديدة من المشاهد في اليوم الرابع من وقف إطلاق النار بقطاع غزة، من بينها مشهد يرصد وجود دمار كبير في محافظة خان يونس جنوب القطاع، ومشهد آخر يُسلط الضوء على مخاطر الأجسام المتفجرة المنتشرة في القطاع، ومشهد ثالث يكشف رغبة المواطنين باستئناف التعليم الوجاهي ولو في خيام.

 

جبال من الركام في خان يونس
كشف الانسحاب الإسرائيلي من محافظة خان يونس، عن دمار هائل في مناطق وسط وشرق وجنوب المحافظة، خلفته آلة الحرب الإسرائيلية خلال نحو 5 أشهر من العدوان على المحافظة.
ونتج الركام الهائل عن عمليات الهدم والنسف، وتفجير الروبوتات المفخخة في مناطق متفرقة من المحافظة، خاصة في "شارع جمال عبد الناصر، ومنطقة السطر الغربي، وشارع المحطة، ووسط البلد".
وقال رئيس بلدية خان يونس ورئيس لجنة الطوارئ بالمحافظة علاء الدين البطة، إن هناك نحو 400000 طن ركام في شوارع خان يونس فقط، ومئات الآلاف من أطان الركام متواجدة في الأحياء جراء تدمير المساكن والأبنية والمشاريع الاقتصادية.
وأكد البطة أنه جرى إطلاق 9 فرق ميدانية لفتح الشوارع، لكن رغم ذلك ثمة نقص في المعدات، وهناك حاجة ماسة لآليات ضخمة نظرا لكمية الركام الكبيرة التي تغلق الطرق.
وأوضح أن الاحتلال قام بتجريف وتدمير 206,000 متر طولي بنسبة 82% من إجمالي شبكة الطرق، كما جرف ودمر 296,000 متر طولي من شبكة التزويد بالمياه كلياً أو جزئياً، ما أدى لخروجها عن الخدمة، أي ما نسبته 86% من إجمالي الشبكة.
وأشار البطة إلى أن الاحتلال دمر 36 بئر مياه، ما أدى لخروجها عن الخدمة بالكامل ويعمل حاليا فقط 8 آبار بكفاءة جزئية، كما خرجت 3 خزانات مياه مركزية عن الخدمة.
وأكد البطة تدمير وتضرر 130,000 متر طولي من شبكة البنية التحتية للصرف الصحي أي ما نسبته 68% من إجمالي الشبكة، إضافة لتضرر 13,000 متر طولي من شبكة الأمطار، ما نسبته 62% من إجمالي الشبكة، كما جرى تدمير عدد 1900 مصيدة أمطار من أصل 2,100 ما نسبته 90%، وكذلك تدمير محطتين للصرف الصحي بمنطقة الوفية الأوروبي.
وأشار البطة إلى توقف منظومة جمع النفايات عن العمل بعد خروج مكب النفايات المركزي شرق خان يونس بسبب العدوان، وبالتالي اللجوء لمكبات مؤقتة وسط الأهالي والنازحين غرب المدينة، وهناك تراكم 350000 طن نفايات في المكبات المؤقتة وبالقرب من مراكز الإيواء والنازحين.
وأكد البطة أن 80% من مساحة محافظة خان يونس مُدمرة بالكامل، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات العالمية بضرورة إمداد بلديات القطاع بالآليات والمعدات اللازمة للعمل، وخاصة في قطاعات المياه والصرف الصحي والنظافة.

 

أجسام خطرة
واصل "الدفاع المدني" والجهات المعنية تحذيراتها المتتالية للمواطنين، من أخطار الأجسام المشبوهة والقابلة للانفجار، المنتشرة في الشوارع، وتحت الركام، داعياً لعدم لمسها أو تحريكها، وفور العثور عليها، إبلاغ الجهات المختصة على الفور.
ووفق الجهات المعنية فإن هناك المئات من الأجسام الخطرة منتشرة في مختلف مناطق القطاع، خاصة الأحياء والشوارع التي انسحب منها الاحتلال، وتنقسم هذه الأجسام لثلاثة أقسام، الأول، قنابل وقذائف وذخائر، أطلقها الاحتلال ولم تنفجر، وهي شديدة الخطورة، وقد تنفجر حال العبث فيها، أو محاولة نقلها، والقسم الثاني أجزاء وبقايا صواريخ وقذائف، وهي لا تقل خطورة عن سابقاتها، والقسم الثالث وهو أخطرها، عبارة عن لعب أطفال ومعلبات طعام مفخخة، تعمد الاحتلال زرعها لإسقاط مزيد من الضحايا، وفق ما أكده الدفاع المدني.
وقال المواطن إبراهيم النجار، إنه توجه إلى منزله في وسط مدينة خان يونس، ووجده مدمراً جزئياً، وينوي إصلاح ما استطاع منه، لإعادة السكن فيه، بدلاً من الخيمة، لكنه اكتشف أن المنطقة المحيطة به مليئة بالأجسام الخطرة والمجهولة، لذلك يخشى العودة، خاصة أن له أطفالا صغارا، قد يعبثون فيها.
وأكد أنه شاهد قطعاً من روبوتات ومجنزرات جرى تفجيرها في وقت سابق، كما شاهد قذائف لم تنفجر، وقنابل أسقطتها الطائرات لم تنفجر، إضافة لمشاهدة رصاص من مختلف العيارات بين الركام، وهذا كله خطر شديد.
كما وجد مواطنون مجنزرات كاملة محشوة بالمتفجرات ومتروكة في مناطق متفرقة من القطاع، خاصة في محافظة خان يونس، وتحديداً في منطقة "جورة اللوت"، حيث عثر مواطنون على مجنزرة، تركها الاحتلال بعد ملئها بالمتفجرات.
وأكد الدفاع المدني أن ثمة خطراً غير مرئي لا يقل خطورة عن المخاطر الأخرى، يتمثل في وجود مواد وأجسام خطرة قابعة تحت ركام المباني التي جرى تدميرها، منها أنواع من المتفجرات، والألغام التي استخدمت في نسف المنازل، وخطر هذه الأنواع في الغالب كامن، ويهدد الجرافات، والمعدات الثقيلة، التي قد تصل لاحقاً من أجل رفع وإزالة الركام من المناطق المدمرة.
كما حذرت جهات معنية من شراك مُعدة بإحكام للإيقاع بالمواطنين، كوضع أنابيب غاز طهي جرى ربطها بعبوات متفجرة، بمجرد سحبها تنفجر، وتقتل من هم في محيطها، وسبق وجرى اكتشاف بعضها في التهدئة السابقة.

 

انتظار عودة التعليم
خلقت التهدئة الجديدة آمالاً كبيرة لدى أولياء الأمور والطلاب، لعودة المسار التعليمي المتوقف في قطاع غزة، حتى لو كان في خيام.
وأكد مواطنون أن التهدئة الحالية أحيت الآمال لديهم، بعودة التعليم الوجاهي في مختلف المناطق، خاصة تجمعات النازحين، وأن تفتتح وكالة الغوث، والمؤسسات الأخرى فصولاً تعليمية بشكل عاجل.
وأوضح المواطن عبد الرحمن رمضان، من سكان مدينة خان يونس، أنه يأمل بأن تشهد العملية التعليمية عودة لمسارها في أسرع وقت ممكن، وأن يتم تطبيق تجارب بلدان عادت للتعليم بعد الحرب، معتقداً أن أفضل حل هو إقامة مدارس ميدانية، على غرار المستشفيات الميدانية التي جرى إقامتها من خيام مؤخراً.
وأكد رمضان أن التعليم الإلكتروني لم ينجح في غزة في ظل ظروف الحرب، بسبب عدم توفر الإنترنت وندرة الهواتف الذكية لدى الكثير من العائلات، لذلك يجب التركيز على العودة للتعليم الوجاهي.
وشدد على أن العائلات وأولياء الأمور على استعداد للتعاون مع الجهات المختصة، من أجل إنجاح أي جهود تسهم في سرعة عودة العملية التعليمية في القطاع بأسرع وقت ممكن.
بينما قال المواطن إبراهيم صلاح، إن مرور عامين من توقف التعليم الوجاهي بات يشكل خطراً حقيقياً على مستقبل الطلاب، خاصة ممن ينتسبون للمراحل التعليمية الدنيا "ابتدائي"، موضحاً أن بعض الأطفال لم يشاهدوا حتى شكل الفصول الدراسية، وهذا كله يُحتم على الجميع إعداد خطة عاجلة من أجل عودة التعليم في أسرع وقت، خاصة في المناطق التي انسحب الاحتلال منها، وتشهد هدوءاً في الفترة الحالية.
كما طالب صلاح بالعمل على إخراج النازحين من المدارس المتبقية، عبر توفير خيام وأماكن بديلة لهم، لتعود المدارس وتفتح أبوابها من جديد.
وأشار إلى أن أبناءه وغيرهم من الطلاب ينتظرون بفارغ الصبر الإعلان عن استئناف العملية التعليمية في القطاع، حتى يعودوا إلى فصولهم من جديد.
وكان الاحتلال عمل بشكل ممنهج على تدمير قطاع التعليم في غزة، حيث دمر الاحتلال 204 مؤسسات تعليمية بشكل كلي في غزة، منها 190 مدرسة و14 جامعة، بالإضافة إلى تضرر 305 مؤسسات جزئياً، من بينها 293 مدرسة و12 جامعة.
وحرم ذلك أكثر من 785 ألف طالب وطالبة من التعليم في المراحل المختلفة، وأدى إلى استشهاد أكثر من 13 ألفا و500 طالب وطالبة، بالإضافة لعشرات المعلمين.

 

0 تعليق