رام الله - وكالات: أكد المحرر كمال أبو شنب، أمس، أن السلطات الإسرائيلية تعمدت التنكيل بالأسرى حتى آخر لحظة قبيل الإفراج عنهم.
وأُطلق سراح أبو شنب (58 عاما) أمس، ضمن مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بدأت الجمعة الماضية، وفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أبو شنب، ابن مدينة طولكرم، قال إن "الوضع في السجون صعب جدا، عذاب وقهر وذل وخوف".
وشدد على أن "كل شيء سيئ يعيشه الأسرى، الوضع (في السجون) لا يوصف"، في إشارة إلى التعذيب والتنكيل بهم.
ومشيراً إلى آثار قيود على قدميه ويديه، قال إن "مصلحة السجون تركت الأسرى المنوي الإفراج عنهم مكبلي اليدين والقدمين على الحصى لأكثر من 6 ساعات".
وأضاف أبو شنب، الذي كان محكوما بالسجن 3 مؤبدات أمضى منها 15 عاما بالسجن "كنا نسمع الجنود يقولون: كيف لهم (الأسرى) يتحملون هذا الوضع وما هي القدرة التي لديهم؟".
وأكد أن "الأسرى تعرضوا للإهانات والعذاب. كل شيء فعلوه بالأسرى".
وقال المحرر سامي فتيلة، إن وضع الأسرى في سجون إسرائيل "صعب للغاية"، مشيرا إلى أن المخابرات الإسرائيلية هددت المفرج عنهم بالاعتقال الإداري.
وأكد فتيلة، المولود عام 1982 بمدينة طولكرم، أن "الوضع في السجون الإسرائيلية صعب للغاية".
وتابع: "نعيش اليوم شعورا لا يوصف وسط استقبال جماهيري كبير هنا في رام الله".
وعن إطلاق سراحهم قال فتيلة الذي كان معتقلا منذ العام 2003 ومحكوم بالسجن مدى الحياة: "أُبقينا مكبلين حتى اللحظات الأخيرة. الوضع صعب للغاية".
وأردف "نتحدث بحذر شديد، فكل كلمة مسجلة علينا، تم تهديدنا من قبل المخابرات بالاعتقال الإداري على أبسط الأشياء".
وذكر المحرر المقدسي ياسر حلبية، وقضى 10 أعوام في سجون الاحتلال من أصل حكم بالسجن 32 عاما، أنه بالكاد يصدق أنه غادر الأسر.
وقال: الأوضاع في السجون صعبة، وقد قضينا العامين الأخيرين ونحن نعاني من أقصى درجات الجوع.
وأشار زميله ياسر أبو تركي من الخليل، وأمضى 23 عاما في سجون الاحتلال، أنه فرح بتحرره، مضيفا "الحمد لله الذي خرجنا من السجن في ظل هذه الظروف".
وأضاف أبو تركي وكان محكوما بالسجن المؤبد مرتين: كان يفترض أن يكون معنا عدد من الأسرى، لكننا فوجئنا بإبعادهم، لذا فإن فرحتنا منقوصة.
وأكد المحرر مجدي مليطات من قرية بيت فوريك شرق نابلس، المحكوم بالسجن المؤبد وأمضى 23 عاما في سجون الاحتلال، أنه سعيد بالاستقبال الشعبي الكبير له وزملائه.
وأوضح أن الأسرى لطالما انتظروا هذه اللحظة، مشيرا إلى قسوة الأوضاع الاعتقالية في هذه الأيام.
وقال أسير محرر رفض الكشف عن اسمه إنه يعاني من وضع صحي متدهور إذ نهشت الأمراض جسده، فضلا عن معاناته من غضروف وكسر في ظهره نتيجة الضرب المتكرر وإصابته بحكة ودمامل حتى وصل وزنه إلى 45 كيلوغراما فقط.
ويروي كيف وصلوا إلى مرحلة الموت داخل سجن نفحة الصحراوي بسبب الإهمال الصحي المتعمد من إدارة السجن، مؤكدا أن التحسن في الظروف الذي شهدوه قبل الإفراج لم يكن بالمستوى المطلوب.
ووصف حياتهم اليومية بين جدران عالية وشبك حديدي يحجب السماء، معبرا عن فرحته بمشاهدة السماء لأول مرة بدون شبك بعد حرمان طويل.
واستقبل جمال دغره من مزارع النوباني برام الله حريته بعد سنة ونصف قضاها موقوفا، بجسد فقد 30 كيلوغراما من وزنه مؤكدا أن حاله يغني عن أي كلام.
ووصف الوضع داخل السجون بأنه سيئ جدا في المعاملة والطعام وجميع جوانب الحياة اليومية، كاشفا عن تعرضه لأشكال متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، مؤملا أن يفرج الله عن جميع الأسرى الذين ما زالوا خلف القضبان.
ويروي الأسير فيصل المحكوم بـ30 عاما تفاصيل مروعة عن رحلة الإفراج نفسها.
ويصف شعوره بالفرحة المنقوصة لأنهم خرجوا بطريقة مذلة وقاسية، ويسرد كيف بدأت عملية جمع الأسرى للإفراج مساء الجمعة الماضي، مؤكدا أنه تم عزلهم بشلك تام عن العالم الخارجي من دون محامين أو زيارات أو حتى الصليب الأحمر.
ويضيف أنهم عرفوا بالصفقة فقط حين بدأت إدارة السجن بجمع أصحاب الأحكام المؤبدة من سجن نفحة الصحراوي الذي يضم أكثر من 4 آلاف أسير.
ويكشف أن المعاناة الحقيقية بدأت من لحظة خروجهم من الأقسام، حيث مارست وحدات خاصة مختصة بالتعذيب ضربا مركزا على الوجه والمناطق الحساسة.
ويؤكد أن شدة التعذيب دفعت بعض الأسرى لتمني العودة إلى السجن بعد ساعات من خروجهم، مشيرا إلى آثار التعذيب الواضحة على أيدي وأرجل وأجساد الأسرى، ومؤكدا أنه يملك المزيد من الدلائل على ما تعرضوا له.
0 تعليق