واصلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعها القوي خلال تداولات صباح اليوم الثلاثاء، لتسجل قفزة جديدة قاربت 1% في ظل استمرار الزخم الصعودي للمعدن النفيس، ما دفع عقود الذهب الآجلة إلى تحقيق قمة سنوية جديدة هي الأعلى منذ عام كامل، وسط ترقب المتعاملين لبيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة قد تؤثر على مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
وبحسب بيانات التداول الحية، ارتفع سعر أونصة الذهب لعقود ديسمبر 2025 بمقدار 38.97 دولارًا ليصل إلى 4,171.97 دولارًا للأونصة، بزيادة نسبتها 0.94%، بعد أن لامس خلال الجلسة المبكرة مستوى 4,173.12 دولارًا، وهو أعلى سعر للذهب خلال 52 أسبوعًا كاملة.
صعود قوي مدعوم بالطلب العالمي
يأتي هذا الارتفاع في ظل استمرار الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن، مع تزايد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وارتفاع التقلبات في أسواق الأسهم والعملات.
كما أسهم ضعف الدولار الأمريكي وتراجع عوائد السندات في تعزيز جاذبية الذهب، الذي يُعد من أهم أدوات التحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق.
ويرى محللون أن الأسعار مرشحة لمزيد من المكاسب خلال الأيام المقبلة، خاصة في حال استمر ضعف الدولار واستقرت التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
ويُشير الخبراء إلى أن مستويات الدعم الحالية للذهب تقع قرب 4,100 دولار، فيما تبقى المقاومة الأبرز عند حدود 4,200 دولار للأونصة.
نطاق تداول الذهب خلال عام
يُظهر نطاق التداول السنوي للذهب مدى الزخم الصعودي القوي الذي حققه المعدن الأصفر منذ بداية العام، إذ تراوح السعر بين 2,541.50 دولارًا كأدنى مستوى والقمة الجديدة البالغة 4,173.12 دولارًا كأعلى مستوى.
ويؤكد هذا النطاق حجم المكاسب التاريخية التي شهدها الذهب خلال العام الجاري، مع تسجيله مستويات لم يشهدها السوق منذ عقود.
توقعات الخبراء للمرحلة المقبلة
يتوقع محللون أن تستمر أسعار الذهب العالمية في تحقيق مكاسب تدريجية إذا واصلت الأسواق تسعيرها لاحتمالات خفض الفائدة، في وقت يواصل فيه المستثمرون تحويل أصولهم نحو الذهب على حساب الدولار والسندات.
كما أن تصاعد التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق من العالم يدعم بقاء الذهب في موقعه كأهم أصل استثماري آمن.
ويشير الخبراء إلى أن أي بيانات أمريكية إيجابية حول التضخم أو سوق العمل قد تُبطئ وتيرة صعود الذهب مؤقتًا، لكنها لن تغير الاتجاه العام الصاعد ما دام المستثمرون يحتفظون بثقتهم في المعدن الأصفر كملاذ استراتيجي طويل الأمد.
0 تعليق