تتجدد معاناة آلاف الطلبة من الجامعة آل البيت، الذين يجدون أنفسهم عالقين يومياً في طوابير انتظار طويلة داخل مجمع المحطة في عمان، أملاً في الحصول على مقعد في إحدى الحافلات القليلة التي تنقلهم إلى جامعتهم.
هذه المشكلة، التي تعود لسنوات، لم تعد مجرد إزعاج يومي، بل تحولت إلى عائق حقيقي يهدد مستقبلهم الأكاديمي ويكبدهم خسائر مادية.
وقد رصد مراسل "رؤيا أخبار" صباح اليوم، مشاهد متكررة لعشرات الطلبة وهم ينتظرون لفترات طويلة، في مشهد يعكس حجم الأزمة التي يطالبون بإيجاد حل جذري لها.
مشاهد يومية من الانتظار والمعاناة
في كل صباح، تتحول ساحات مجمع المحطة المخصصة لحافلات الجامعة الهاشمية إلى مسرح للمعاناة.
طوابير طويلة من الطلبة، ونظرات يملؤها القلق والترقب، وحافلات لا تصل بالعدد الكافي لتلبية الطلب المتزايد، وعندما تصل حافلة، تبدأ معركة أخرى للحصول على مقعد، مما يخلق حالة من الفوضى والتدافع.
هذه المشاهد ليست استثناءً، بل أصبحت جزءاً من الروتين اليومي لهؤلاء الطلبة، الذين يضطرون للخروج من منازلهم قبل ساعات من مواعيد محاضراتهم، على أمل الوصول في الوقت المحدد، وهو ما نادراً ما يحدث.
ضرر أكاديمي ومادي يلاحق الطلبة
لا يقتصر تأثير هذه الأزمة على مجرد إضاعة الوقت، بل يمتد ليؤثر بشكل مباشر على مستقبل الطلبة الأكاديمي والمالي:
الضرر الأكاديمي: يؤدي التأخير المتكرر إلى تفويت أجزاء هامة من المحاضرات، وأحياناً محاضرات كاملة، مما يؤثر على تحصيلهم العلمي وفهمهم للمواد الدراسية، وقد يعرضهم للحرمان من دخول الامتحانات.
الضرر المادي: يدفع الطلبة اشتراكات وأجوراً مقابل خدمة نقل لا يحصلون عليها بالشكل المطلوب.
كما يضطر الكثير منهم، في محاولة يائسة للوصول إلى محاضراتهم، إلى اللجوء لوسائل نقل بديلة وأكثر تكلفة مثل سيارات الأجرة، مما يضيف عبئاً مالياً جديداً عليهم وعلى أسرهم.
مطالبات بحلول جذرية.. من المسؤول؟
لم تعد الحلول المؤقتة أو زيادة عدد الحافلات بشكل طفيف كافية. يطالب الطلبة اليوم بحل "جذري" ومستدام لهذه المشكلة المزمنة.
ويوجه الطلبة نداءهم إلى الجهات المعنية للعمل بشكل جاد على:
زيادة عدد الحافلات المخصصة لخط الجامعة بشكل يتناسب مع الأعداد الفعلية للطلبة.
تنظيم آلية انطلاق الحافلات وجدولتها بشكل دقيق لمنع فترات الانتظار الطويلة.
دراسة فتح خطوط جديدة من مناطق أخرى لتخفيف الضغط على مجمع المحطة.
ويؤكد الطلبة أن توفير مواصلات لائقة ومنتظمة ليس ترفاً، بل هو حق أساسي وجزء لا يتجزأ من توفير بيئة تعليمية مناسبة تضمن لهم الوصول إلى مقاعدهم الدراسية بأمان ودون عوائق.
0 تعليق