في مواجهة الارتفاع الباهظ لتكاليف الجنازات، والتي أصبحت عبئًا يثقل كاهل الكثيرين، قررت بلدة فرنسية هادئة أن تفكر خارج الصندوق، أو بالأحرى "داخل القبر"! فقد أطلقت بلدية "بوِيه" مبادرة قد تبدو صادمة للوهلة الأولى، لكنها تحمل في طياتها هدفًا إنسانيًا عميقًا: إعادة تدوير القبور القديمة لتوفير دفن كريم وبأسعار معقولة للجميع.
دليلك السريع لفهم فكرة "تدوير القبور"
قد تثير الفكرة الكثير من التساؤلات، لكنها في الحقيقة مبنية على منطق قانوني واجتماعي. إليك كل ما تحتاج لمعرفته عن هذه المبادرة الفريدة:
لماذا الآن؟
تأتي المبادرة كرد فعل على ما تصفه السلطات المحلية بـ"الانحرافات التجارية" في قطاع الجنازات. الهدف ليس الربح، بل تحقيق "العدالة الاجتماعية أمام الموت"، وضمان عدم تحول الوداع الأخير لأحد أفراد الأسرة إلى أزمة مالية.
هل القبور ملكية أبدية؟
المفاجأة.. لا! يوضح المدير العام لخدمات البلدية أن معظم عقود المقابر في فرنسا ليست دائمة، بل تمتد لفترات محددة (غالبًا بين 30 و50 عامًا). بعد انتهاء هذه المدة، تعود ملكية القبر إلى البلدية. وكما قال: "الناس يظنون أن القبور أبدية، لكنها ليست كذلك".
ماذا يحدث للرفات القديمة؟
تتم العملية باحترام ودقة بالغة. قبل إعادة استخدام أي قبر، تقوم البلدية بإجراءات مطولة تشمل:
كيف تبدو المقبرة "المُعاد تدويرها"؟
يتم تجديد القبر بالكامل، مع إزالة كل الرموز الشخصية والنقوش القديمة، ليعود إلى حالته الأصلية "المحترمة والمهيبة"، جاهزًا لاستقبال ساكنه الجديد. وتؤكد البلدية أن هذه القبور لا تُباع لأشخاص من خارج البلدة.
0 تعليق