عاجل

مستشفى الرمثا تحت الضغط: وعود بالحلول ومطالب بالإصلاح الجذري - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
 أبو حسان بـ"الترهل الإداري" والنقص في أطباء الاختصاص على مستوى الوزارة، خلقت أزمة مركبة يعاني منها المواطن بشكل مباشر  عبد العزيز ذيابات، معظم المرضى يتلقون الخدمة في زيارتهم الأولى. وعزا تأخير المواعيد إلى الحالات التي تتطلب اختصاصات فرعية محددة بأيام معينة


يسلط برنامج "من هنا نبدأ" على قناة "رؤيا" الضوء على واقع الخدمات الصحية في لواء الرمثا، حيث يعاني المستشفى الحكومي من ضغط هائل يفوق طاقته الاستيعابية. وفيما يطالب المواطنون بتحسينات جذرية تشمل توفير الأدوية وتقليص مدة المواعيد وزيادة الكوادر، تقرّ الإدارة والجهات الرسمية بالتحديات، وتَعِد بحلول عاجلة وأخرى استراتيجية تلوح في الأفق.

عبء مزدوج وإمكانيات محدودة

لا يمكن فهم الضغط الذي يواجهه مستشفى الرمثا بمعزل عن سياقه الجغرافي والديموغرافي. فبحسب عضو مجلس النواب خالد أبو حسان، يقع المستشفى تحت وطأة عاملين رئيسيين:

أزمة اللجوء السوري: كون الرمثا من أكثر المحافظات استقبالاً للاجئين السوريين، تحمل قطاعها الصحي عبئاً إضافياً لسنوات طويلة، في ظل تراجع الدعم الدولي الذي لم يتجاوز 25% من التعهدات، وفقاً للنائب. توقف الإعفاءات الطبية: أدى وقف الإعفاءات الطبية التي كانت تسمح للمواطنين بالعلاج في مستشفيات أخرى إلى عودة ما بين 40% إلى 50% من المرضى إلى المستشفيات الحكومية، مما فاقم الاكتظاظ بشكل كبير.

هذه العوامل، مجتمعة مع ما وصفه أبو حسان بـ"الترهل الإداري" والنقص في أطباء الاختصاص على مستوى الوزارة، خلقت أزمة مركبة يعاني منها المواطن بشكل مباشر.

شكاوى المواطنين وردود المسؤولين

تتركز شكاوى المواطنين، كما عرضها التقرير، في عدة نقاط محورية:

نقص الأدوية: خاصة العلاجات مرتفعة الثمن. تأخير المواعيد: مما يؤدي إلى اكتظاظ وانتظار طويل. نقص الكوادر: لا سيما في قسم الإسعاف والطوارئ خلال ساعات الذروة.

من جهته، اعترف مدير مستشفى الرمثا الحكومي، الدكتور عبد العزيز ذيابات، في تصريح صحفي لـ "من هنا نبدأ" بوجود ضغط كبير، لكنه أكد أن المستشفى يوفر جميع الاختصاصات الرئيسية، وأن معظم المرضى يتلقون الخدمة في زيارتهم الأولى. وعزا تأخير المواعيد إلى الحالات التي تتطلب اختصاصات فرعية محددة بأيام معينة، وبحسب قدرة الطبيب الاستيعابية.

وفيما يخص الأدوية، أوضح ذيابات أن أي نقص يحدث هو "جزئي وغير أساسي"، ويرتبط بمنظومة توريد عالمية ومحلية، مشيراً إلى أن صرف الأدوية يتم وفق بروتوكولات وزارة الصحة وليس بناءً على طلب المراجع أو وصفات من القطاع الخاص، لافتا إلى إشكالية عدم تقبل بعض المراجعين للأدوية البديلة (الجنيسة) رغم فعاليتها.

الإجراءات المتخذة من قبل إدارة المستشفى:

إعادة هيكلة نظام جرد الصيدلية: لتوقع النواقص قبل حدوثها. افتتاح عيادة المشورة: لتقديم خدمات أفضل للمرضى. نظام لتوزيع المناوبات: لتغطية ساعات الذروة. طلب 7 أطباء جدد: لسد النقص العاجل في الكادر.

بين الحلول المؤقتة والإصلاح الشامل

تكشف الأزمة في مستشفى الرمثا عن تحديات أعمق في السياسات الصحية في الأردن. فقد أشار النائب أبو حسان إلى مفارقة وجود "بطالة بين الأطباء ونقص في الكوادر" في المستشفيات، ووجود أجهزة طبية متطورة دون كوادر قادرة على تشغيلها، داعياً إلى توحيد الجهود ومعالجة "الترهل الإداري" في وزارة الصحة.

إن الإجراءات التي تتخذها إدارة المستشفى، رغم أهميتها، تبقى حلولاً لإدارة الأزمة وليست حلاً جذرياً لها. ويبدو أن الحل الاستراتيجي الذي يعلق عليه الجميع آمالهم هو المشروع الجديد.

الأمل معقود على مستشفى الأميرة بسمة الجديد

بارقة الأمل الأكبر لأهالي محافظة إربد ولواء الرمثا تتمثل في قرب افتتاح مستشفى الأميرة بسمة الجديد. وبحسب تصريحات النائب أبو حسان، فإن افتتاح المستشفى متوقع "خلال الشهر الجاري أو الشهر المقبل". ومن شأن هذا المشروع الضخم، الذي سيضم 560 سريراً ويشمل كافة الاختصاصات بما فيها مركز لعلاج السرطان، أن يخفف الضغط بشكل هائل عن مستشفى الرمثا، ويؤسس لمرحلة جديدة من الرعاية الصحية في إقليم الشمال، شريطة أن يترافق ذلك مع إصلاحات إدارية شاملة تضمن كفاءة التشغيل واستقطاب الكوادر اللازمة.

0 تعليق