القاهرة، القدس - وكالات: أحكم مقاتلو حركة حماس قبضتهم في غزة، أمس، بعدما نفذوا علنا عمليات إعدام.
وفي تأكيد صارخ على عودة الحركة، أعدم المقاتلون رجالا اتهموهم بالتعاون مع القوات الإسرائيلية.
وظهر مقاتلو "حماس"، في أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها في وقت متأخر من يوم الاثنين، وهم يسحبون سبعة رجال إلى داخل دائرة من الناس في مدينة غزة ويجبرونهم على الركوع ثم أطلقوا النار عليهم من الخلف. وأكد مصدر من "حماس" صحة الفيديو.
وقال سكان في غزة، إنهم لاحظوا، أمس، زيادة أعداد المقاتلين وانتشارهم على الطرق التي يستلزم السير عليها لتوصيل المساعدات.
وتقول مصادر أمنية فلسطينية، إن عشرات الأشخاص قُتلوا في اشتباكات بين مقاتلي "حماس" وآخرين في الأيام القليلة الماضية.
وعندما ظهر مقاتلو "حماس" في الشوارع خلال وقف إطلاق النار الذي استمر لفترة بدأت في كانون الثاني وانتهت في آذار، تخلت إسرائيل عن الهدنة وألغت المفاوضات بشأن إنهاء الحرب. لكن ترامب الذي أعلن انتهاء الحرب قال، الاثنين، إن "حماس" حصلت على ضوء أخضر مؤقت للحفاظ على الأمن والنظام.
وقال ترامب، "يريدون بالفعل وقف المشاكل، وكانوا منفتحين في هذا الشأن، وأعطيناهم الموافقة لفترة من الوقت".
وقالت مصادر في "حماس" لرويترز، أمس، إن الحركة لن تتسامح مجددا مع الإخلال بالنظام في غزة وستستهدف المتواطئين واللصوص المسلحين وتجار المخدرات.
ونشرت الحركة، التي تدير غزة منذ العام 2007، مئات العمال للبدء في إزالة الأنقاض من الطرق الرئيسة اللازمة للوصول إلى المساكن المتضررة أو المدمرة وإصلاح أنابيب المياه المكسورة.
وأعرب متحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أمس، عن القلق إزاء التطورات الأخيرة في غزة.
وقال المتحدث، "يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من التقارير التي شاهدناها عن وفيات متعددة في غزة بسبب اشتباكات بين حركة حماس وأعضاء العصابات".
وحث المتحدث الجميع قائلا، "نشجع جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس وعدم الانخراط في أنشطة يمكن أن تهدد اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف، "نكرر، كاتحاد أوروبي، أنه لا ينبغي أن يكون هناك دور مستقبلي لـ(حماس) في حكم غزة. يجب نزع سلاح (حماس)".
وتم نشر مقطع فيديو على منصة "اكس" للتواصل الاجتماعي والذي تردد أنه يُظهر إعداما جماعيا لنحو ثمانية أشخاص في ساحة جنوب مدينة غزة. وأحاط بالساحة حشد كبير من المتفرجين. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عبر الهاتف، إن "حماس" اتهمت القتلى بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
ولم يتم التأكد من صحة الفيديو والتقارير بشكل مستقل.
تعزيز الحضور
وعززت قوات الأمن التابعة لحركة حماس انتشارها، أمس، في شوارع مدن غزة المدمّرة للحفاظ على الأمن والنظام.
منذ الاثنين، تولّى مقاتلون من كتائب عز الدين القسّام تنظيم الحشود وضبط النظام إبّان وصول حافلات المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل إلى غزة بموجب الصفقة.
وفي شمال القطاع، ومع انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة غزة، استأنف جهاز الشرطة التابع لحكومة "حماس" دورياته في الشوارع.
وبالتزامن، نفّذت وحدة أمنية تابعة لـ"حماس" عمليات ضد عشائر وجماعات مسلّحة، يُشتبه بأن بعضها يحظى بدعم إسرائيلي.
وقال شاهد يُدعى يحيى لفرانس برس، "اندلعت اشتباكات عنيفة - ولا تزال مستمرة حتى الآن - ضمن جهود القضاء على المتعاونين لصالح الاحتلال".
اشتباكات عنيفة
وقال محمد، أحد سكان غزة، لفرانس برس، "شهدنا، صباح اليوم (امس)، ولساعات طويلة اشتباكات عنيفة بين قوات أمن (حماس) وأفراد من عائلة حلّس".
ودارت المعارك في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، قرب ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الذي ما زالت تنتشر خلفه وحدات إسرائيلية تسيطر على نحو نصف مساحة غزة.
وأضاف محمد، "سمعنا إطلاق نار كثيف وانفجارات، واعتقلت قوات الأمن عددا من الأشخاص. نحن نؤيد هذا الإجراء"، مفضلا عدم الكشف عن اسمه الكامل خوفا على حياته.
وقال مصدر أمني فلسطيني في غزة، إن قوة "رادع" الأمنية التابعة لـ(حماس) "تنفّذ عمليات ميدانية متواصلة لضمان الأمن والاستقرار".
وأضاف المصدر، "رسالتنا واضحة: لن يكون هناك مكان للخارجين على القانون أو لمن يهددون أمن المواطنين".
شكلت "حماس" هذه القوة بعد سيطرتها على قطاع غزة في بهدف فرض النظام في وجه أي جهة تتصدى لها.
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة، الأحد، أنها ستبدأ "فترة عفو عام" عن "أفراد العصابات غير المتورطين بالدماء" خلال الحرب.
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار، الجمعة، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس عناصر من قوات الأمن التابعة لـ"حماس" تنتشر في مدن عدة من القطاع، وفي الأسواق أو على الطرق.
البلطجية واللصوص
عبر كثير من الفلسطينيين الذين بدؤوا يلملمون أجزاء حياتهم وسط أنقاض غزة، عن اطمئنانهم لانتشار عناصر أمن "حماس".
قال أبو فادي البنّا (34 عاما) من دير البلح وسط القطاع، "بعد انتهاء الحرب وانتشار الشرطة في الشوارع، بدأنا نشعر بالأمان. بدؤوا بتنظيم حركة المرور وتنظيف الأسواق وإزالة الباعة المتجولين الذين كانوا يسدّون الطرق. شعرنا أننا محميون من البلطجية واللصوص".
وأيّدته حمدية شاميّة (40 عاما) التي نزحت من شمال غزة إلى خان يونس جنوبا، بقولها، "بدأنا نتنفس قليلا. حياتنا الآن تحتاج إلى الصبر والنظام والأمن الذي بدأت الشرطة باستعادته. لقد لاحظنا بالفعل تحسّنا طفيفا".
0 تعليق