ارتدت أسعار النحاس صعوداً في تعاملات اليوم الأربعاء، مستفيدة من تلميحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، بخفض جديد لأسعار الفائدة هذا الشهر، مما عزز شهية المستثمرين تجاه السلع.
ويأتي هذا الانتعاش في وقت يراهن فيه كبار المتعاملين في القطاع على أن المعدن الأحمر في طريقه لتسجيل مستويات قياسية جديدة قد تصل إلى 12 ألف دولار للطن، مدفوعاً بعجز هيكلي في الإمدادات وزيادة الطلب من قطاعات الثورة الصناعية الجديدة.
تيسير الفيدرالي واضطرابات المناجم.. وقود الصعود
تلقى النحاس، الذي يعتبر مؤشراً رئيسياً على صحة الاقتصاد العالمي، دعماً قوياً من عاملين رئيسيين:
السياسة النقدية الأمريكية: أكد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن التوقعات الاقتصادية لم تتغير منذ اجتماع سبتمبر، مما عزز قناعة الأسواق بأن البنك المركزي في طريقه لتنفيذ خفضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام.
ويؤدي خفض الفائدة إلى إضعاف الدولار، مما يجعل النحاس أرخص للمشترين من حاملي العملات الأخرى، كما يحسن آفاق الطلب على المعادن التي تعتمد على النمو الاقتصادي.
أزمة الإمدادات: يعاني سوق النحاس من اضطرابات كبيرة في الإمدادات، شملت إغلاق مناجم كبرى في بنما وتشيلي، وتحديات تشغيلية في مناجم أخرى في إندونيسيا والكونغو.
وتسلط هذه الانقطاعات الضوء على الصعوبة المتزايدة التي تواجهها شركات التعدين لتلبية الطلب العالمي المتنامي، مما يخلق عجزاً في السوق ويدفع الأسعار للارتفاع.
توقعات متفائلة من عمالقة القطاع
خلال أسبوع بورصة لندن للمعادن، أعرب كبار اللاعبين في السوق عن تفاؤلهم الكبير. حيث توقع كيني آيفز، من شركة التعدين الصينية "CMOC Group"، أن ينهي النحاس العام عند 11 ألفاً أو حتى 12 ألف دولار للطن.
من جانبه، قال نيك سنودون، من "ميركوريا إنرجي غروب"، إن بلوغ هذه المستويات "ممكن بسهولة"، مشيراً إلى تدفق أموال المستثمرين نحو السلع الأساسية في ظل الاضطرابات الحادة في الإمدادات.
وإذا تحققت هذه التوقعات، فسيسجل النحاس قمة تاريخية جديدة، متجاوزاً ذروته السابقة عند 11,104.50 دولار للطن.
المعضلة الصينية وتحديات المدى القصير
على الرغم من هذه النظرة المتفائلة، لا تزال هناك رياح معاكسة قد تحد من وتيرة الصعود. حيث يمثل تباطؤ النشاط الصناعي في الصين، التي تستهلك حوالي نصف النحاس في العالم، التحدي الأكبر.
ويرى خبراء، مثل غرايم تراين من "ترافيغورا"، أن الصين ربما تكون قد بلغت ذروة دورتها الصناعية الأخيرة، مما قد يؤثر سلباً على الطلب.
كما أشار إيون دينسمور من "غولدمان ساكس" إلى أن السوق العالمية لا تزال تعاني من فائض، لكنها قد تصل إلى نقطة التوازن العام المقبل.
وتضيف التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين طبقة أخرى من عدم اليقين، مما يجعل مسار "دكتور نحاس" محفوفاً بالتقلبات في الأشهر المقبلة.
0 تعليق