في لحظة درامية تداخل فيها الشخصي بالسياسي، تحولت شكوى رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو من "التهاب في الشعب الهوائية يرفض أن يهدأ"، إلى عاصفة هوجاء من السخرية والغضب اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي.
فبينما كان نتنياهو يطلب الرأفة من المحكمة لتقصير شهادته في قضايا فساده قائلاً إن "الألم يخنقني"، انفجر الشارع الرقمي العربي والفلسطيني بردود فعل ربطت "اختناقه" بـ"خنق" قطاع غزة، وحولت وعكته الصحية إلى محاكمة شعبية رمزية لجرائم الحرب.
مسرح المحكمة.. بين المرض والتشكيك
يأتي هذا الإعلان الصحي في توقيت شديد الحساسية. فنتنياهو لا يقف فقط في قفص الاتهام بتهم الرشوة والاحتيال، بل يقف أيضاً في قفص الاتهام الأخلاقي أمام العالم كقائد لحرب إبادة مدمرة في غزة.
وقد أثار طلبه تقصير شهادته شكوكاً واسعة، خاصة وأن له تاريخاً في الإعلانات الصحية التي تتزامن مع أزمات سياسية أو قضائية، مما دفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كان هذا "الالتهاب" مجرد تكتيك جديد للمماطلة والهرب من العدالة.
عاصفة السخرية السوداء: "دعواتكم للالتهاب"
لم يجد نتنياهو أي تعاطف في الفضاء الرقمي، بل قوبلت شكواه بسخرية مريرة. وسرعان ما تحولت كلماته إلى سلاح ضده.
ففي منشور حصد آلاف المشاهدات، كتب أحد النشطاء: "نتنياهو طلب تقصير شهادته اليوم... 'أعاني من التهاب الشعب الهوائية الذي يرفض أن يهدأ'.
دعواتكم لالتهاب الشعب الهوائية بأن يفعل المهمة". وتحولت التعليقات إلى ما يشبه حفلاً من "العدالة الشعرية"، حيث تمنى المغردون "الشفاء العاجل" للمرض وليس للمريض.
وانتشرت كاريكاتيرات ساخرة، بينما علق آخرون بغضب مباشر على كلماته، حيث كتب أحدهم: "هو اللي يخنق شعب فلسطين كله"، في ربط مباشر ومؤلم بين كلمة "يخنقني" التي استخدمها نتنياهو، وبين خنق قطاع غزة بالحصار والقصف والموت.
من السخرية إلى الغضب: "التهابك لا يقارن بالإبادة"
سرعان ما تحولت موجة السخرية إلى غضب سياسي عارم، حيث استغل النشطاء الإعلان الصحي لتسليط الضوء مجدداً على حجم جرائم الحرب.
واستشهد حساب إخباري شهير بتصريحات الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي اعتبر أن تسليم الأسلحة لكيان الاحتلال في وقت يرتكب فيه نتنياهو إبادة جماعية هو "تواطؤ"، مشيراً إلى أن تلك الأسلحة تسببت في "مقتل 70 ألفاً". وأثارت هذه المقارنة تعليقات لاذعة تعتبر أن التهاب نتنياهو "أقل بكثير مما يستحق".
كما قارن ناشط آخر بين "إصابة" نتنياهو الطفيفة والإصابات المروعة التي يتعرض لها أطفال غزة يومياً جراء مخلفات جيش الاحتلال، مما أثار موجة واسعة من الغضب والتنديد بازدواجية المعايير.
0 تعليق